كشفت تقارير حقوقية عن تنامي اعتداءات الجماعات الهندوسية المتطرفة ضد المسلمين، وتنامي مشاعر العداء ضدهم، مما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للتنديد بهذا الصمت. وأصبحت الاعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية أمراً شائعاً في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من حكومة نيودلهي، على حد تأكيد تقارير سلطت الضوء على هذه الحالات. ونشرت وسائل إعلام غربية تقارير تفيد بوجود مثل هذه الاعتداءات، حيث وثقت في الشهر الماضي مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر فيه فتاة صغيرة مذعورة تتشبث بوالدها المسلم بينما يعتدي عليه حشد من الهندوس. وقبل أيام انتشر مقطع فيديو آخر، يظهر بائعاً مسلماً يتعرض للصفع والركل واللكم من قبل حشد من الهندوس في مدينة إندور بولاية ماديا براديش بوسط البلاد. الاعتداءان السابقان، ليسا سوى مثالين عن حوادث عنف عديدة ضد المسلمين خلال شهر أوت الماضي. ولم يكن ذلك الشهر هو الأكثر قسوة بالنسبة لأكبر أقلية دينية في الهند يبلغ عددها أكثر من 200 مليون نسمة، مثلما كشفت "البي بي سي". فقد تم الإبلاغ عن هجمات مماثلة في الأشهر السابقة أيضاً وتصدر العديد منها عناوين الصحف الهندية. ففي مارس تعرض صبي مسلم يبلغ من العمر 14 عاماً لاعتداء عنيف بسبب دخوله معبداً هندوسيا كي يشرب الماء. وفي يونيو تعرض بائع للضرب في دلهي بسبب بيعه الفاكهة في منطقة هندوسية. وخلال فترة ولاية ناريندرا مودي الأولى في السلطة (رئيس الوزراء الهندي) كانت هناك حوادث عديدة تعرض فيها مسلمون للهجوم من قبل ما يسمى "حراس البقر"، بسبب شائعات بأنهم يأكلون لحوم البقر، أو أنهم كانوا يحاولون تهريبها، حيث يعتبرها الهندوس مقدسة ولا يجوز ذبحها. وأدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واستنكر اتهام الأقلية المسلمة بالهند بجهاد العشق وجهاد الكورونا وجهاد المخدرات. وناشد الاتحاد "جميع المسلمين سياسيين وعلماء ومفكرين وغيرهم، إلى بذل العناية المطلوبة شرعاً لمنع ما يحدث في الهند، بما فيهم حكومات الدول الإسلامية، ووسائل الإعلام الحرة، وأن يقوم جميع المسلمين بواجبهم نحو إخوانهم وحمايتهم من الاعتداء والذوبان". واستنكر الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما قال إنه "العنف الممنهج والاتهامات الباطلة ضد المسلمين في الهند والتي تعمل على نشر الكراهية، وازدياد ظاهرة العنف ضد الأقلية المسلمة هناك، التي لا تقتصر على الاعتداءات الجسدية فقط، بل اتخذت أشكالاً أخرى تهدف إلى تشويه سمعة الأقلية المسلمة".