انتهاكات متواصلة تنفذها جماعات متطرفة يشهد المسلمون في الهند سلسلة مستمرة من الانتهاكات والاضطهاد من قبل جماعات هندوسية متطرفة، اشتدت في الآوان الأخيرة بعد تولي ناريندرا مودي المعروف بعدائه للمسلمين، لمنصب رئيس وزراء البلاد، ما بين القتل والتخريب وانتهاكات الشعائر الدينية حتي إعتناق عدد من المسلمين الفقراء للهندوسية. وأمس خلال مؤتمر نظمته مجموعات مسيحية، بعد عدة هجمات على الكنائس في نيو دلهي عاصمة الهند، تعهد مودي بالتحرك بحزم ضد منفذي أعمال العنف الدينية، وحذر من التحريض على الكراهية حيال الأقليات الدينية. وقال خلال كلمته في المؤتمر، أدين العنف ضد أي ديانة. سنتحرك بحزم ضد أعمال عنف كهذه . واستطرد أن حكومتي لن تسمح لأي مجموعة تنتمي الى الغالبية أو إلى أي أقلية بالتحريض على الكراهية ضد مجموعات أخرى . جاءت تصريحات مودي (الذي يتبنى مفهوما متصلبا للثقافة الهندوسية، ومعروف بعدائه للمسلمين والديانات الأخرى)، بعد تعرض خمس كنائس ومدرسة كاثوليكية في العاصمة الهنديةنيودلهي لأعمال تخريب منذ ديسمبر الماضي، مما عرضه لانتقادات كثيرة لأنه لم يندد في وقت مبكر بأعمال العنف الدينية. في حين لم يتحرك إثر موجة أخيرة لإعتناق مسلمين بشكل جماعي الديانة الهندوسية، في نهاية العام الماضي، حيث أجبر أكثر من 60 عائلة مسلمة لإعتناق الهندوسية، خلال حملة تقودها حركة راشتريا سوايامسيواك سانغ المتطرفة، التي تمثل الجناح العقائدي لحزب بهاراتيا جاناتا حزب رئيس الوزراء الهندي. وصرح موهان بهاجوات زعيم الحركة إن الهند أمة هندوسية لا مكان لغير الهندوس فيها. وبالرغم من احتجاجات عديدة من المعارضة والبرلمان الهندي، إلا أن مودي تباطأ في كبح جماح الجماعات المتشددة التي اتهمت بالترويج لبرنامج عمل تهيمن عليه قضايا الهندوس ويشمل إغراء المسلمين والمسيحيين بالتحول إلى الهندوسية. وعندما وجهت له الانتقادات العديدة، خرج ليبرئ حزبه من تلك الأعمال، مطالب حركة راشتريا سوايامسيواك سانغ ، بالتركيز خلال حملتهم الانتخابية على قضايا النمو بدلا من مهاجمة الأقلية المسلمة. الجدير بالذكر أنه في منتصف ماي من العام الماضي، فاز حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، بالانتخابات المحلية في الهند بقادة مودي (المعروف بعدائه للمسلمين)، والذي يجسد الجناح المتشدد في حزبه ويثير عدم ثقة حتى لدى البعض من أعضاء الحزب. بدأت حياة مودي السياسية منذ انضمامه إلى منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ المتطرفة، التي تعتمد على أساليب شبه عسكرية، وحظرتها الحكومة الهندية عدة مرات، وغالبا ما يبدي قادتها موقفا عدائيا حيال المسلمين. وقاد مودي جماعات هندوسية متطرفة عام 1992م، قامت بهدم وحرق المسجد التاريخي بابري وشيدت مكانه معبدا هندوسيا. وخلال حكمه لولاية غوجارات شهدت الولاية أكبر مذبحة في تاريخ الهند، وقتل فيها نحو ألفي المسلمين، وجهت لمودي وحكومته التهم بمساعدة جماعات هندوسية متطرفة في قتل المسلمين وحرقهم. تجدر الإشارة إلى أن في فترة الانتخابات المحلية خلال شهر ماي من العالم الماضي، تعرض مسلمون ولاية أسام لثلاثة مذابح راح ضحيتها 45 شخصًا من بينهم نساء وأطفال رضع، وحرق عشرات المنازل وأدى ذلك إلى هروب المئات من المسلمين المتضررين من ديارهم حاملين أمتعتهم على العربات اليدوية جراء أعمال العنف. وسبب هذه الاعتداءات هو امتناعهم عن التصويت لحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي.