نزل آلاف السودانيين مجددا إلى الشوارع الأربعاء احتجاجا على انقلاب الخامس والعشرين أكتوبر الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وذلك على الرغم من سقوط 24 قتيلا في التظاهرات حتى الآن. وقال شهود، إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخرطوم وفي منطقة بحري، ما أدى إلى سقوط جرحى في العاصمة التي قطعت عنها كل خدمات الاتصالات الهاتفية كما قطع عنها الإنترنت منذ 24 ساعة. وانتشرت قوات شرطة وجيش بكثافة في العاصمة السودانية وكانوا مسلحين ببنادق آليه وأغلقوا الطرق المؤدية الى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة والى قصر الرئاسة ومقر الحكومة. وبدأ المئات في التدفق بعد الظهر في أحياء عدة في الخرطوم وهم يهتفون "لا لحكم العسكر"، "السلطة سلطة الشعب" و"الشعب يريد المدنيين". حمل المحتجون صور "الشهداء" الذين سقطوا خلال الاحتجاجات ضد الانقلاب وكذلك الذي قتلوا أثناء التظاهرات التي استمرت خمسة أشهر وأدت الى إسقاط عمر البشير في أبريل 2019. وسبق أن نزل عشرات الآلاف من السودانيين الى الشوارع مرتين في 30 أكتوبر وفي 13 نوفمبر احتجاجا على الانقلاب. وقال مواطنون سودانيون، الأربعاء، إن سلطات البلاد قطعت الاتصالات الهاتفية من شبكة الجوال بالعاصمة الخرطوم قبل وقت قصير من "مليونية 17 نوفمبر" التي دعت إليها لجان المقاومة احتجاجا على قرارات الجيش الأخيرة. وذكر المواطنون أن الاتصالات الداخلية قطعت حوالي الساعة 12:00 (10:00 تغ)، وقبل نحو ساعة من مواعيد مواكب الأربعاء التي تنطلق الساعة الواحدة ظهرا للمطالبة بعودة الحكومة المدنية، ورفضا لقرارات الجيش الأخيرة. ولتقويض الاحتجاجات، تتواصل الاعتقالات التي شملت مئات من السياسيين والناشطين والصحافيين بل والمارة. وأوقفت السلطات الأحد مدير مكتب الجزيرة في السودان المسلمي الكباشي قبل أن تطلق سراحه الثلاثاء. ووفقا للجنة الأطباء المركزية (تجمع نقابي موال للقوى المدنية) قامت قوات الأمن التي قتلت 24 شخصا وأصابت مئات بجروح منذ الانقلاب، بتوقيف أطباء وناشطين حتى داخل المستشفيات في الخرطوم.