تميزت أشغال ملتقى أعمال ومآثر الكاتبة والصحفية صافية كتو، في طبعته الثالثة التي تناولت هذه السنة موضوع الأدب النسائي بين تحديات الكتابة والتطلعات للحرية، بمناقشة عدة محاضرات ينشطها أساتذة وباحثون مهتمون بالأدب النسوي ومختصون في النقد الأدبي بعدد من جامعات الوطن. وتناولت المداخلات المبرمجة مختلف جوانب الكتابة القصصية والمقالات الصحفية ودواوين الشعر التي تعد جزءا من رصيد ثري تركته الشاعرة والقاصة والصحفية صافية كتو اسمها الحقيقي زهرة رابحي التي عملت لسنوات بوكالة الأنباء الجزائرية. كما برمج أيضا قراءات نقدية لأعمال روائيات مختصات في القصة على غرار فايزة مصطفى وبهليل فضيلة كما أوضح المنظمون. ويناقش المشاركون في هذا اللقاء الأدبي عدة أبحاث ودراسات نقدية تركز على إشكالية الإبداع الروائي والكتابة القصصية النسائية في الجزائر. وتقدم قراءات سيميائية لبعض الروايات النسائية منها رواية وحده يعلم للكاتبة عايدة خلدون. ويطرح اللقاء أيضا موضوع العنف في الكتابة النسائية. كما سيخوض المشاركون في تجارب إبداعية لكاتبات جزائريات من بينهن الإعلامية هاجر قويدري وسعيدة درويش وآمنة الشيخ. وأوضح رئيس جمعية صافية كتو الأستاذ عبد القادر ضيف الله أن هذه التظاهرة الثقافية فرصة للغوص في حقائق جديدة حول الإنتاج الفكري للأديبة الراحلة وتبيان مدى حضور المرأة ضمن أدب الشعر والكتابة القصصية باللغة الفرنسية وفك بعض الغموض الذي يلف رصيد تلك الشاعرة والصحفية في ظل ندرة المطبوعات التي نشرت لتدوين أعمالها. وصنف الكتاب الحاضرون في هذا اللقاء الفكري صافية كتو كونها واحدة من الأديبات اللواتي أسسن لمسيرة الكتابة النسائية في الجزائر وأثرين الساحة الأدبية بإبداعاتهن مع نهاية الخمسينيات وهو ما يعكسه إنتاجها الفكري والأدبي والقصصي الذي يؤرخ لمختلف المحطات التي عايشتها والتجارب التي مرت بها والأحداث التاريخية المختلفة التي شهدتها الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي وبعد الإستقلال.