شكل موضوع أعمال و آثار الشاعرة و القاصة والصحفية الفقيدة صافية كتو أو زهرة رابحي ( 1944-1989 ) محور ملتقى وطني انتظم بدار الثقافة بالنعامة الأربعاء الماضي . وتميز اللقاء بتقديم عدة محاضرات نشطها مختصون في الكتابة الأدبية النسوية كالأستاذ مخلوف عامر من جامعة سعيدة والأكاديمي عبد الوهاب بن منصورمن كلية العلوم الإنسانية بتلمسان رفقة أدباء و كتاب كعبد القادر ضيف الله والقاص محمد بورزواطة و الباحث في حقل الأدب محمد بوحميدة و رضوان شيخاوي و الناقد الأدبي بشير خليفي و غيرهم. وتناولت المداخلات بالنقد والتحليل مختلف جوانب الكتابة القصصية و المقالات الصحفية و دواوين الشعر التي تعد جزء من رصيد ثري تركته صافية كثو التي عملت لسنوات بوكالة الأنباء الجزائرية. كما ركزالمشاركون على نقاط أساسية تميز تلك الأديبة تتعلق أساسا بسلطة الكتابة وتوافر سمات الإبداع وخوض أول تجربة للكتابة في مجال الخيال العلمي في الأدب النسوي الجزائري . وصنف الكتاب الحاضرون في هذا إللقاء صافية كتو من بين أهم الأديبات اللواتي أسسن لمسيرة الكتابة النسوية في الجزائر و أثرين الساحة الأدبية بإبداعاتهن مع نهاية الخمسينيات وهو ما يعكسه إنتاجها الفكري و الأدبي والقصصي الذي يؤرخ لمختلف المحطات التي عايشتها و التجارب التي مرت بها والأحداث التاريخية المختلفة أثناء الإستعمار الفرنسي و بعد الإستقلال . وقدم المشاركون أيضا عروضا بحثية ونقدية تناولت كتاب الرواية النسوية في الجزائر واقعها وتأثرها بعناصر التحديث و الكتابة الغربية ومن بينهن زهورونيسي و أحلام مستغانمي و آسيا جبار وعائشة لمسين و مبروكة بوساحة مبينين أن التجربة الإبداعية النسائية في الجزائر هي تجربة ذات مخاض عسير لكنها أنجبت في النهاية أقلاما تفخر بها الجزائر من حيث النماذج المنتجة وهي نماذج ناضجة وغنية وتستحق وقفة طويلة للحديث عنها . وقال المحاضر عبد الوهاب بن منصور أن الأدب النسوي في الجزائر خطى خطوات عملاقة نحو إرساء قواعد كيان وفكرمستقل تحترم فيه رغبة الإبداع و صقل الموهبة وحرية التعبير البناء مشيرا إلى الإنفتاح الإجتماعي وإقتحام المرأة لكافة المجالات ودخولها الكتابة الإحترافية بعد أن كانت بداية التجربة الإبداعية النسائية في الجزائرعموما شحيحة سواء من حيث الكم أو من حيث الكيف . من جهته إعتبر الباحث محمد بورزواطة الراحلة صافية كتو كإمرأة متمردة و صحفية مغامرة تميزت بالعطاء و التأمل والصمود و تأرجحت بين سكون اللحظة الشعرية الهادئة وحس الطبيعة الدفاق الذي نلتمسه في قصائدها .