إنطلقت اليوم الأحد بالنعامة أشغال ملتقى "أعمال ومآثر الكاتبة والصحفية صافية كتو"( 1944-1989) في طبعته الثالثة تناول هذه السنة موضوع "الأدب النسائي بين تحديات الكتابة و التطلعات للحرية". و تتميز هذه التظاهرة الأدبية التي تدوم ثلاثة أيام و تنظمها مديرية الثقافة بالتنسيق مع جمعية "صافية كتو للإبداع الفكري" بمناقشة عدة محاضرات ينشطها أساتذة وباحثون مهتمون بالأدب النساوي ومختصون في النقد الأدبي بعدد من جامعات الوطن. و تتناول المداخلات المبرمجة مختلف جوانب الكتابة القصصية و المقالات الصحفية و دواوين الشعر التي تعد جزءا من رصيد ثري تركته الشاعرة والقاصة والصحفية صافية كتو (اسمها الحقيقي زهرة رابحي ) التي عملت لسنوات بوكالة الأنباء الجزائرية. كما برمج أيضا قراءات نقدية لأعمال روائيات مختصات في القصة على غرار فايزة مصطفى و بهليل فضيلة كما أوضح المنظمون. ويناقش المشاركون في هذا اللقاء الأدبي عدة أبحاث ودراسات نقدية تركز على إشكالية الإبداع الروائي و الكتابة القصصية النسائية في الجزائر. وتقدم قراءات سيميائية لبعض الروايات النسائية منها رواية "وحده يعلم" للكاتبة عايدة خلدون. ويطرح اللقاء أيضا موضوع العنف في الكتابة النسائية .كما سيخوض المشاركون في تجارب إبداعية لكاتبات جزائريات من بينهن الإعلامية هاجر قويدري و سعيدة درويش وآمنة الشيخ. وأوضح رئيس "جمعية صافية كتو" الأستاذ عبد القادر ضيف الله أن هذه التظاهرة الثقافية فرصة للغوص في حقائق جديدة حول الإنتاج الفكري للأديبة الراحلة وتبيان مدى حضور المرأة ضمن أدب الشعر والكتابة القصصية باللغة الفرنسية و" فك بعض الغموض الذي يلف رصيد تلك الشاعرة و الصحفية في ظل ندرة المطبوعات التي نشرت لتدوين أعمالها". وصنف الكتاب الحاضرون في هذا اللقاء الفكري صافية كتو كونها واحدة من الأديبات اللواتي "أسسن لمسيرة الكتابة النسائية في الجزائر و أثرين الساحة الأدبية بإبداعاتهن مع نهاية الخمسينيات" وهو ما يعكسه إنتاجها الفكري و الأدبي والقصصي الذي "يؤرخ لمختلف المحطات التي عايشتها و التجارب التي مرت بها والأحداث التاريخية المختلفة التي شهدتها الجزائر أثناء الإستعمار الفرنسي و بعد الإستقلال". ويرى عدد من الباحثين أن الأدب النسائي في الجزائر "حقق خطوات كبيرة نحو إرساء قواعد كيان وفكر مستقل تحترم فيه رغبة الإبداع و صقل الموهبة وحرية التعبير البناء". كما أشادوا بالإنفتاح الإجتماعي واقتحام المرأة لكافة المجالات ودخولها الكتابة النسائية عالم الإحترافية بعد أن كانت بداية التجربة الإبداعية النسائية في الجزائر "عموما شحيحة كما ونوعا.