اعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما تشديد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي، عندما اعتبر ان السوق النفطية العالمية قادرة على تحمل تطبيق العقوبات الجديدة التي تستهدف صادرات النفط الايرانية، ابتداء من نهاية جوان المقبل. وقال اوباما في مذكرة وزعها البيت الابيض "استنادا الى الوضع الاقتصادي الحالي وزيادة بعض الدول لانتاجها النفطي، واستنادا الى مستوى قدرات الانتاج المتوافرة ووجود الاحتياطات الاستراتيجية وغيرها من العوامل، رايت ان انتاج دول اخرى غير ايران من النفط والمشتقات النفطية، سيتيح اجراء خفض كبير لشراء النفط والمشتقات النفطية من ايران عبر مؤسسات مالية اجنبية". وطبقا للقانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي في نهاية ديسمبر الماضي كان لا بد من هذا التأكيد لانتقال القانون الى حيز التنفيذ. وينص هذا القانون على فرض عقوبات على المؤسسات المالية الاجنبية التي تتعامل مع المصرف المركزي الايراني الذي يدير عادة تجارة النفط الايراني. والهدف هو ضرب العائدات الايرانية من بيع النفط. وتزامن اعلان اوباما غير المفاجىء مع تسجيل ارتفاع في سعر برميل النفط بسبب القلق المتزايد لدى المتعاملين من اي تدهور للوضع بين ايران واسرائيل او بين ايرانوالولاياتالمتحدة. وأعلن اوباما قبل فترة أن التوتر في الشرق الاوسط يرفع سعر برميل النفط بما بين 20 و30 دولارا. ومع اقتراب سعر البنزين في الولاياتالمتحدة من اعلى مستوياته التاريخية، يبدو الرئيس الأمريكي في موقف ضعيف امام خصومه الذين يأخذون عليه عدم تحقيق نتائج اقتصادية في الوقت الذي يطمح إلى تجديد ولايته الرئاسية لأربع سنوات اضافية. واعلن اوباما يوم الجمعة انه "سيراقب عن كثب، الوضع للتاكد من ان السوق تستطيع ان تتحمل الانخفاض في شراء النفط والمشتقات النفطية من ايران". وكان اوباما اصدر في الحادي والثلاثين من ديسمبر الماضي قانونا يشدد العقوبات على القطاع المالي الايراني عبر المؤسسات المالية الاجنبية التي تتعامل مع المصرف المركزي الايراني. وياتي اعلان اوباما يوم الجمعة متزامنا مع إعلان تركيا خفض مشترياتها النفطية من ايران بنسبة 20 بالمئة. وكانت واشنطن اعلنت الاسبوع الماضي انها ستعفي احد عشر بلدا بينها عشر دول اوروبية واليابان من تطبيق العقوبات على ايران. وتركيا غير الواردة على هذه اللائحة تسعى لضمها اليها. وزارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة الرياض والتقت كبار المسؤولين في هذا البلد النفطي والحليف للولايات المتحدة. وسبق ان اعربت المملكة العربية السعودية عن استعدادها لسد اي نقص قد يسجل في السوق النفطية بسبب مقاطعة النفط الايراني. وشاركت كلينتون أمس، في الرياض في اول اجتماع لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي. ومن المرجح ان يكون البرنامج النووي الايراني على طاولة البحث.