أشرفت أول أمس، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي بقصر الثقافة "مفدي زكرياء"، على افتتاح دورة تكوينية لفائدة عناصر من قيادة الدرك الوطني تحت عنوان "حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية"، والتي تندرج في اطار تعزيز استراتيجية وأطر الحماية والمحافظة على التراث الثقافي، بحضور ممثل عن قيادة الدرك الوطني و ممثلين عن الأسلاك الأمنية الأخرى و الجمارك و أيضا اطارات الوزارة. وفي كلمة ألقتها بالمناسبة أكدت وزيرة الثقافة والفنون أن هذه المبادرة تندرج ضمن الاولويات المسطرة في خريطة طريق قطاعها والمنبثقة عن استراتيجية الدولة الرامية الى المحافظة على التراث الثقافي وجعله أداة تساهم في تحريك عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بامتياز. كما شددت الوزيرة في كلمتها على ضرورة تكثيف اساليب المحافظة على هذا التراث من كل مساس به وذلك من خلال التكوين الخاص بالأفراد والاطارات الأمنية الى جانب تشكيل فرق مؤهلة تساهم بشكل فعال في التوعية والاعلام بخصوص حماية التراث من كل التجاوزات والاعتداءات، وذكرت من جهة أخرى أن الجزائر تزخر بموروث ثقافي ثري يظم أكثر من 1500 موقع أثري مثبت في الخريطة الأثرية مشيرة الى وجود بنك معلومات خاص بالتراث الثقافي غير المادي، وتسعى الوزارةّ، كما قالت، الى اثراءه عن طريق الجرد العلمي المستمر باشراك المجتمع المدني والاطارات الأمنية. وأشادت بالمناسبة بالعمل الجبار لهذه الاسلاك الامنية لإحباط كل الاعتداءات والنهب الذي يتعرض له التراث الجزائري ونوهت بدور المجتمع المدني في التعريف بقيمة هذا التراث والسعي لحمايته. من جهته، ذكر العقيد الميلي لونيسي ممثل الدرك الوطني في كلمته بأن هذه الدورة التكوينية التي يشارك فيها حوالي 30 ضابط تعتبر دعم اضافي لتكوينهم وتشمل شطر نظري يزود المشاركين بمعلومات وافية عن هذه الاثار من قبل خبراء واخصائيين في المجال وشطر تطبيقي على مستوى المتاحف والمؤسسات الخاصة بالتراث وكذا زيارات ميدانية للمعالم والمواقع التراثية في العاصمة والمدن المجاورة، مشيرا في سياق حديثه بأن هذه الدورة التكوينية ليست الاولى من نوعها بل سبقتها عدة دورات كان لها اثر ايجابي. للإشارة، ستتواصل هذه الدورة التكوينية الى غاية 10 مارس الجاري و ستحتضن المتاحف العمومية الجانب التطبيقي منها، ويشمل برنامجها الى جانب المداخلات، زيارات ميدانية لأهم معالم القصبة والمتحف العمومي الوطني البحري بالتنسيق مع عدة مؤسسات تعمل في الميدان كما أدرجت كذلك زيارة للمدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميميها وأيضا المركز الوطني للبحث في علم الأثار الى جانب الموقع الأثري بتيبازة.