أدان المجلس الوطني السوري، أكبر تحالف للمعارضة السورية أمس، خطف مجموعة من الحجاج اللبنانيين الشيعة في سوريا ولم يستبعد تورط نظام الرئيس بشار الاسد فيه. وقال المجلس في بيان تسلمت وسائل الإعلام نسخا منه، أن "المجلس الوطني السوري يدين التعرض لأشقاء لبنانيين بالخطف أو الاعتداء أو الترهيب ويطالب بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط". واضاف البيان ان "المجلس الوطني الذي لا يستبعد تورط النظام السوري المخابراتي في هذه العملية لإثارة الاضطرابات في لبنان الشقيق الحاضن للنازحين والجرحى والمضطهدين من أبناء الشعب السوري". ودعا المجلس في بيانه "أبطالنا الشرفاء ضباط الجيش الحر وجنوده الذين انتفضوا بوجه عسف النظام وإجرامه إلى أن يبذلوا كل ما في وسعهم للعمل على تحرير الإخوة اللبنانيين المخطوفين بأسرع وقت". الا ان الجيش السوري الحر نفى مسؤوليته في خطف الحجاج اللبنانيين. الجيش الحر ينفي علاقته بالأمر وقال مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش الحر الذي يتخذ مقرا في تركيا لفرانس برس "الجيش السوري الحر غير مسؤول ابدا. نحن لا نؤمن بذه الطريقة (...) هذه محاولة لتشويه الجيش الحر". وقال المجلس الوطني في بيانه انه "يحمل في الوقت نفسه النظام المجرم والمجتمع الدولي المتخاذل مسؤولية الانفلات الامني الحاصل في سوريا جراء الحرب التي تشن منذ اكثر من أربعة عشر شهرا على طلاب الحرية والعدالة". ومن جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان النظام السوري بتعذيب وقتل معتقلين ومتظاهرين سلميين والقيام باعمال قد تشكل جرائم ضد الانسانية. وفي تقريرها السنوي للعام 2011 الذي نشر أمس، أوضحت المنظمة، أن "القوات الحكومية استخدمت القوة المميتة وغيرها من صنوف القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين، الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد غير مسبوقة للمطالبة بالإصلاح السياسي وإسقاط النظام". وأضافت التقرير "قد يكون نمط ونطاق الانتهاكات التي ارتكبتها الدولة بمثابة جرائم ضد الإنسانية". وأشار التقرير إلى عدة أمثلة خصوصا مثال رجل لم تذكر اسمه في بانياس (غرب) اعتقل لمدة ثلاثة أيام وتعرض للضرب والتجريد من الثياب وإرغامه على "لحس دمه الذي سال على الأرض". وفي حمص (وسط)، اشار التقرير الى ان "جثة طارق زياد عبد القادر الذي اعتقل في 29 افريل (2011) اعيد الى ذويه في جوان وهو يحمل خصوصا حروقا بالكهرباء وكذلك "اثارا ظاهرة لتعرضه بالضرب بالعصا والسكاكين كما انتزع قسم من شعره". ونددت المنظمة ايضا بمحاولة النظام سحق حركة الاحتجاج مشيرة إلى حالة عازف البيانو مالك جندلي المقيم في الولاياتالمتحدة والذي تعرض ذووه "للضرب في منزلهم بحمص" بعد أن تظاهر ولدهم ضد النظام في الولاياتالمتحدة". وأوضحت المنظمة في تقريرها ان "الأنباء أفادت بأن 200 معتقل على الأقل قد توفوا في الحجز في ملابسات مريبة وتعرض كثيرون منهم للتعذيب على ما يبدو". وزير الخارجية اللبناني يعلن الإفراج قريبا عن المخطوفين في سوريا وأعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور فجر أمس، أنه سيتم "خلال الساعات القادمة" الافراج عن اللبنانيين الذين خطفوا يوم الثلاثاء في منطقة حدودية في سوريا لدى عودتهم من زيارة للاماكن المقدسة، وذلك بعد وصول طائرة سورية الى مطار بيروت تقل النساء اللواتي كن مع المخطوفين وتم الافراج عنهن. وقال منصور في اتصال هاتفي مع تلفزيون "الجديد"، ان المخطوفين "بخير وهم محتجزون لدى احد فصائل المعارضة السورية المسلحة"، رافضا الرد على سؤال عما اذا كان هذا الفصيل هو "الجيش السوري الحر". واضاف ان "جهة عربية" شاركت في الاتصالات الهادفة الى الافراج عن الزوار اللبنانيين الذين كانوا في طريق عودتهم من ايران الى لبنان عبر تركيا وسوريا، ابلغته بانه "سيتم اطلاق المخطوفين خلال الساعات القادمة". وكانت وصلت الى مطار بيروت بعد منتصف الليل الاربعاء طائرة سورية تقل النساء اللواتي كن مع اللبنانيين الذين خطفوا في شمال سوريا، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس في مطار رفيق الحريري الدولي. وتحدثت بعض النساء الى محطات التلفزة اللبنانية عن الحادث الذي تعرضن له في منطقة حدودية في ريف حلب في شمال سوريا. وقالت احداهن "اوقفنا الجيش الحر، واخذوا الرجال، وذلك بعد اجتيازنا الحدود السورية". وأشارت الى ان المسلحين "قدموا انفسهم على انهم من الجيش الحر"، وانهم قيدوا الرجال بعد انزالهم من الحافلة. واشارت الى ان المسلحين قالوا انهم يريدون "اجراء عملية تبادل" مع الجيش السوري، وانهم "شتموا اللبنانيين". وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق ان "الجيش السوري الحر اوقف باصا (...) كان يقل خمسين مواطنا لبنانيا عائدين من زيارة الى العتبات المقدسة في ايران، فانزل الرجال الذين بلغ عددهم 13 واحتجزهم وترك 43 امرأة يكملن طريقهن". وذكرت وكالة انباء "سانا" الرسمية السورية من جهتها ان المخطوفين هم 11 لبنانيا وسائق الحافلة السوري، مشيرة الى ان "مجموعة ارهابية مسلحة" قامت بعملية الخطف. وذكرت الوكالة ان العملية حصلت خلال عودة الزوار من ايران الى لبنان فى بلدة السلامة السورية في منطقة اعزاز في ريف حلب.