تشهد ولايات عديدة من الوطن، هبّة تضامنية واسعة مع المتضررين من حرائق الغابات الأخيرة التي مست عددًا من ولايات شرق البلاد الأربعاء الماضي. بحسب مراجع رسمية، شهدت ولاية سوق أهراس إلى غاية أمس، الأحد، جمع 35 طنًا من مختلف المواد الغذائية (سكر، زيت، سميد، فرينة، بطاطا ومياه معدنية)، والأفرشة والأغطية، وأعلن والي سوق أهراس، لوناس بوزقزة، عن استلام كميات من الأدوية والمواد الطبية الخاصة بمعالجة الحروق، في وقت انطلقت قافلة تضامنية ثانية الأحد من باتنة باتجاه ولاية الطارف الإنسانية الموجهة للعائلات المتضررة بفعل حرائق الغابات. وضمّت القافلة مساعدات إنسانية متنوعة منها مواد غذائية واسعة الاستهلاك وأدوية وألبسة لمختلف الأعمار وأفرشة وأغطية، إلى جانب كمية معتبرة من مواد تغذية الحيوانات لفائدة حيوانات حديقة برابطية بالقالة. وشارك في هذه القافلة المنظمة من طرف الجمعية المحلية "تنمية بلا حدود" الخيرية والتي ضمّت 4 شاحنات، بحسب رئيسها نور الدين بن مهدي، محسنون من مختلف بلديات ولاية باتنة وكذا أفراد من الجالية الوطنية المقيمة بالخارج وجمعية التجار والحرفيين لأولاد جلال، حيث لبوا جميعا النداء الذي وجهته الجمعية عبر منصات التواصل الاجتماعي لجمع أكبر كمية ممكنة من المساعدات. وصرّح والي الولاية بأن هذه المبادرة تعكس قيم التضامن المتأصلة وسط الجزائريين، مشيرا إلى العملية مستمرة باتجاه هذه المناطق المتضررة جراء الحرائق. وتم منذ الجمعة الماضي بسوق أهراس، الشروع في توزيع المساعدات على مستحقيها حيث تمّ تسليم 3 طرود لكل عائلة والعملية متواصلة، فيما جرى تنصيب لجنة على مستوى الولاية مكلفة باستقبال وتوزيع هذه المساعدات تتكون من مديريتي الإدارة المحلية والنشاط الاجتماعي والتضامن. وتم إحصاء إلى غاية أمس، 216 عائلة عبر 7 بلديات مستها الحرائق بالولاية وهي سوق أهراس، الزعرورية، ويلان، المشروحة، تيفاش، لحنانشة ولخضارة، وشارك في العمليات التضامنية متطوعين من الهلال الأحمر الجزائري وكذلك عدد من المتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص ومحسنين بولاية سوق أهراس. في غضون ذلك، انطلقت بعد ظهر أمس، الأحد من أمام مقر ولاية برج بوعريريج قافلة تضامنية ثانية موجهة للمتضررين من حرائق الغابات بولايتي الطارف وسوق أهراس. وأشرف والي ولاية برج بوعريريج، محمد بن مالك، برفقة السلطات المحلية المدنية والعسكرية على انطلاق القافلة التي تضم 12 شاحنة محملة بأكثر من 80 طنًا من مختلف المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع وافرشه وأغطية ومواد تنظيف ومواد طبية لمعالجة الحروق، والتي تعد "الثانية من نوعها" انطلاقًا من برج بوعريريج، بعد الأولى المرسلة الجمعة الماضي. وأعرب الوالي عن امتنانه لكافة المحسنين من موطنين وجمعيات ومؤسسات اقتصادية الذين أسهموا في إنجاح هذه المبادرات التي تعكس روح التضامن الراسخة لدى الجزائريين، مؤكدًا أنها ستتواصل في غضون الأيام المقبلة.