عرفت حملة النظافة الواسعة التي نظمتها اليوم الاثنين بلدية الشريعة الجبلية بولاية البليدة مشاركة واسعة من طرف جمعيات المجتمع المدني التي أبت إلا أن تساهم و بقوة في الحملة حفاظا على المحمية الطبيعية للشريعة من خطر الحرائق. وسجلت هذه الحملة حضورا قويا للجمعيات الناشطة في مجال البيئة إلى جانب مؤسسات ولائية، على غرار متيجة نظافة و حدائق و إنارة و مركز الردم التقني للنفايات و مديريات تنفيذية، إلى جانب متطوعين و عناصر الكشافة الإسلامية. ومن بين الجمعيات المشاركة في الحملة جمعية المشاة الهواة لمدينة البليدة التي تحرص في كل مرة، وفق ما ذكره ل/وأج رئيسها أحمد شحمي، على المشاركة في مثل هذه الحملات والتظاهرات البيئية التي تعرفها الولاية، مؤكدا "أنه من واجبنا اليوم المشاركة في هذه الحملة بمنطقة الشريعة التي لا طالما شكلت لنا فضاء للترفيه والتجوال". من جهتها، أكدت ممثلة الاتحاد الوطني للمجتمع المدني لترقية المواطن، فاطمة الزهراء خداوي، على أهمية غرس ثقافة حماية البيئة في نفوس الأجيال الصاعدة وهو الأمر الذي دفعها إلى إشراك الأطفال في هذه الحملة، حيث كانوا منهمكين في جمع شتى النفايات. ومكنت هذه الحملة التي انطلقت في حدود التاسعة صباحا من أمام مقر بلدية الشريعة و بإشراف مسؤوليها من رفع عدة أطنان من النفايات بلغت إلى غاية منتصف النهار، حسب الإحصائيات المقدمة بعين المكان، 7 أطنان تمثلت في مجملها في قارورات وأكياس و أكواب بلاستيكية و بقايا زجاج و كارتون و غيرها من النفايات التي يطرحها السياح الوافدين على المنطقة. وفي هذا الصدد، ذكر رئيس البلدية، سمير سماعلية، أن مصالحه التي تحصي يوميا رفع من 2 إلى 3 طنا من النفايات المنزلية لا تشكو من نقص الوسائل بقدر ما تعاني من مشكل انتشارها هنا و هناك و على مساحات شاسعة في الغابة، مما يستدعي -حسبه- تجنيد يد عاملة كثيرة لرفعها يدويا . ولفت ذات المسؤول إلى "غياب الوعي و الحس المدني للزوار الذين لا يتوانون في تركها مبعثرة بدل وضعها في الأماكن المخصصة لها وذلك بالرغم من توفر عديد الأكياس لوضع القمامة، لا سيما بالساحات العمومية والأماكن التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين". وأشار إلى أن مصالحه نصبت هذه السنة كتجربة أولى حاويات خشبية تتماشى وطبيعة المنطقة في أربعة أماكن بالبلدية على غرار كراش و بني علي و حي 18 مسكنا في انتظار تدعيمها بأخرى السنة المقبلة بعد نجاحها. ..دعوات لتطبيق إجراءات ردعية على المخالفين المعتدين على البيئة ودعا العديد من المشاركين في حملة نظافة ببلدية الشريعة السياحية إلى جانب تحسيس أكبر عدد من المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة الغابة و احترام قوانينها، إلى ضرورة تطبيق إجراءات ردعية على المخالفين و المعتدين على البيئة لحماية هذه الأخيرة من خطر الحرائق الذي يترصدها، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية المتسمة بارتفاع درجات الحرارة. وفي هذا الصدد، ذكر ممثل جمعية أصدقاء الشريعة أنه "في كل مرة يتم تنظيم حملات تحسيسية وتطوعية كهذه، إلا أن الأمر لا يكاد يعود لطبيعته بعد مرور أيام فقط"، داعيا في السياق إلى تطبيق قوانين ردعية ضد المخالفين والمتطاولين على البيئة. ومن جهته، ذكر المتطوع الدائم، مصطفى ملهوط، ابن مدينة البليدة أن تجربة مشاركته في العديد من حملات النظافة التي شهدتها جبال الأطلس البليدي من الشريعة إلى الحمدانية بالمدية، مرورا بمنبع القردة بالشفة، أكدت استهتار العديد من المواطنين بالبيئة و هو ما تعكسه الفيديوهات "المشمئزة" و الصور التي يحرص على التقاطها في كل عملية تنظيف و وضعها على حسابه الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي للتحسيس بمدى خطورة هذا الفعل الشنيع. واستدل السيد ملهوط في حديثه مع /وأج بوقوفه على العديد من مواقد الشواء التي كان يجدها في الأوساط الغابية، آخرها تلك التي وجدها صباح اليوم ب"الغابة الكحلة"، حيث تم الإبلاغ عليها لمصالح الغابات و الدرك الوطني. وأضاف أن "الردع يبقى الحل الوحيد أمام هؤلاء لمنع مثل هذه التصرفات التي قد تكبدنا خسائر هامة في الغطاء النباتي على غرار ما حدث في العديد من الولايات في الآونة الأخيرة". واغتنم ممثلو مديريات البيئة و محافظة الغابات، بدورهم، هذه الحملة لحث زوار هذه المحمية الطبيعية على ضرورة الحفاظ على نظافة المحيط و رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها، إضافة إلى تذكيرهم بالقرارات المتعلقة بمنع إشعال مواقد النار في الوسط الغابي و التخييم و كذا منع التواجد في هذه الأماكن في الفترة الممتدة ما بين العاشرة ليلا و السادسة صباحا إلا برخصة من المصالح المعنية. للإشارة، فقد أحصت محافظة الغابات لولاية البليدة منذ انطلاق حملة مكافحة الحرائق في يونيو الفارط نشوب خمسة حرائق أتت على قرابة الخمس هكتارات من الغطاء النباتي أغلبها من الأحراش، حسب معطيات ذات الهيئة التي دعت المواطنين إلى التحلي بالمزيد من الحرص و اليقظة من أجل صيف دون حرائق غابية.