قال شهود السبت إن محتجين مناهضين للانتخابات العامة الليبية أشعلوا النيران في أوراق الاقتراع في مدينة بنغازي بشرق ليبيا بعد سرقتها من لجان انتخابية محلية في أول إشارة على وقوع اضطرابات في الانتخابات. وأضافوا أن محتجين أشعلوا النيران في مئات من أوراق الاقتراع في ميدان بوسط المدينة. وشاهدهم مراسلو الوكالات العالمية وهم يبتعدون بالسيارات ويطلقون النيران في الهواء وألسنة النار تتصاعد من أوراق الاقتراع. وتشهد بنغازي التي كانت نقطة انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي احتجاجات من مجموعات محلية تشكو من اهمال السلطات في العاصمة طرابلس لشرق البلاد وتطالب بمزيد من السلطات للمنطقة. ونفت مفوضية الانتخابات الليبية السبت تعليق عمليات التصويت في إجدابيا بشرق البلاد بسبب سرقة مواد انتخابية من مراكز الاقتراع. وقالت المفوضية ان عمليات التصويت "تسير بشكل طبيعي وبإقبال مكثف، ولا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام بتعليق الانتخابات في هذه الدائرة". وقال نائب رئيس المفوضية عماد السائح إن "الانتخابات تسير بشكل اعتيادي في الدائرة الثالثة بنغازي وكذلك في الدائرة الرابعة جالو، واوجلة، واجخرة، وتازربو، الكفرة. وكانت وكالة "التضامن" الليبية أشارت إلى تعليق عملية التصويت في بعض المراكز الانتخابية بالدائرة الرابعة في مدينة أجدابيا والبريقة إثر سرقة مواد الاقتراع، وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل أحد مديري مراكز الاقتراع في إجدابيا في عمل تخريبي سجل فجر. من جهة أخرى قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد الجليل لدى الإدلاء بصوته "أن هذا سيؤسس لدولة ليبيا الجديدة" معربا عن ثقته في أن "تكون هذه الانتخابات نزيهة، وبأن يبدأ المؤتمر الوطني مرحلته الأولي بتقديم كل ما يريده ويطلبه الليبيون". وكان الناخبون الليبيون اقبلوا بكثافة السبت على المشاركة في أول انتخابات عامة حرة تجري في البلاد منذ نحو خمسة عقود. وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) أن مراكز الاقتراع في كامل أنحاء ليبيا فتحت أبوابها صباح أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم لانتخاب المؤتمر الوطني العام (البرلمان). ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع نحو 2.8 مليون ناخب سيختارون جمعية وطنية تتألف من 200 عضو، ستتولى انتخاب رئيس للوزراء ومجلس للوزراء قبل تمهيد الطريق لتنظيم انتخابات برلمانية كاملة العام المقبل في ظل دستور جديد. وستؤدي الانتخابات الى رسم صورة النظام الجديد في ليبيا، الذي سيخلف نظام العقيد الرحل معمر القذافي الذي حكم البلاد منذ 1969 وحتى العام الماضي. وسجلت الوكالة الليبية الرسمية "حضوراً ملفتاً للمرأة" منذ انطلاق عملية الاقتراع التي ستتواصل حتى الساعة الثامنة من مساء في 13 دائرة انتخابية رئيسية في البلاد. وأشارت إلى أن عملية الاقتراع تسير بشكل جيد وأن الناخبين يتوافدون بأعداد كبيرة على مراكز الاقتراع. وفتحت مكاتب التصويت ابوابها في الساعة الثامنة صباح السبت في ليبيا، لانتخاب اول مجلس وطني بعد عهد القذافي، في اجواء فرحة على رغم وضع يشوبه التوتر واعمال العنف خصوصا في الشرق. وبعد ثمانية اشهر على انتهاء النزاع المسلح الذي افضى الى سقوط ثم مقتل معمر القذافي، دعي حوالى 2,7 مليون ليبي من اصل ستة ملايين الى اختيار "مؤتمر وطني عام" يتألف من 200 عضو، حيث يأمل الاسلاميون في تحقيق الفوز نفسه الذي حققه جيرانهم التونسيون والمصريون. وفي طرابلس وبنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي مهد ثورة 2011، شهدت مكاتب التصويت تقاطر الناخبين المتشوقين للمشاركة في اول انتخاب وطني منذ حوالى نصف قرن. وجاء بعض الناخبين حاملين اعلام الثورة السوداء والحمراء والخضراء، فيما كانت مكبرات الصوت في المساجد تبث "الله اكبر"، ويطلق العنان لابواق السيارات في الشوارع. وعمت اجواء الفرح بنغازي ايضا على رغم الدعوات الى المقاطعة وتخريب الانتخابات التي اطلقها انصار الفدرالية في الشرق الذين ينتقدون توزيع المقاعد في المجلس المقبل (100 مقعد للغرب و60 للشرق و40 للجنوب). ومع تنافس 3702 مرشح واكثر من مئة حزب، تبدو التوقعات صعبة، لكن ثلاثة من الاحزاب تعتبر الاوفر حظا وهي اسلاميو حزب العدالة والبناء المنبثق من الاخوان المسلمين واسلاميو الوطن الذين يتزعمهم القائد العسكري السابق المثير للجدل في طرابلس عبد الحكيم بلحاج والليبراليون المنضوون في تحالف اطلقه رئيس الوزراء السابق للمجلس الوطني الانتقالي (الحاكم) محمود جبريل. وحصلت توترات هذا الاسبوع في الشرق، وبلغت ذروتها الجمعة بمقتل موظف في اللجنة الانتخابية لدى اطلاق النار من سلاح خفيف على مروحية كانت تنقل لوازم انتخابية في منطقة الحواري جنوب بنغازي كبرى مدن الشرق التي تبعد الف كلم عن طرابلس. ولم يفتح عدد من مكاتب التصويت ابوابه السبت في شرق ليبيا بسبب عراقيل تسبب بها ناشطون من دعاة الفدرالية يطالبون بتوزيع افضل لمقاعد المجلس بين المناطق، كما قال مسؤولان. واضاف هذان المسؤولان ان مكاتب التصويت المعنية موجودة في اجدابيا التي تبعد 60 كلم جنوب غرب بنغازي، كبرى مدن الشرق، وفي مدينتي جالو واوجلة في جنوب شرق ليبيا. وستعلن النتائج الاولية "ابتداء من الاثنين او الثلاثاء"، كما تقول اللجنة الانتخابية. ق.د/وكالات