أكد سفير فلسطين لدى الجزائر، د. فايز أبوعيطة، الأربعاء، أن الحوارات دارت "بروح إيجابية ومسؤولية وطنية عالية". وأضاف في تصريح صحفي: أن الجميع حريص في النقاشات التي تدور، من أجل الوصول إلى إعلان يضمن توافق الجميع على إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية"، مجدداً التأكيد على أن "النقاشات تدور بروح مسؤولية عالية وبروج وطنية كبيرة". وتابع أبوعيطة، أن "الأخوة في الجزائر مصرون كل الإصرار على الخروج بنتائج تليق بفلسطين، وبالتالي نقدر لهم هذا الدور الكبير الذي يقومون به". وشدد على أنه "جاري العمل على استكمال النقاش حول كافة النقاط والقضايا المتعلقة بما سيصدر من توافق بين الفصائل". وأعرب السفير الفلسطيني لدى الجزائر، أن "تتوج هذه النقاشات بشكل ينهي الانقسام ويحقق المصالحة الوطنية. ..توافق على عدد كبير من بنود الورقة الجزائرية المصالحة انطلقت الأربعاء الجولة الثانية من حوار المصالحة الفلسطينية في الجزائر، بمشاركة نحو 14 فصيلا، لبحث إنهاء الانقسام السياسي وترتيب البيت الفلسطيني. أبدت قيادات مشاركة في الاجتماع تفاؤلا كبيرا بتحقيق تقدم كبير على صعيد إنجاز الواجبات الأساسية والتفاهمات الضرورية لتوحيد الموقف الفلسطيني، فيما فضلت السلطات إبقاء الاجتماع مغلقًا منعًا لتسريب المعلومات وحفاظا على جدية التفاهمات حول الوثيقة الجزائرية. وأعلن أمين عام حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن الفصائل توافقت على عدد كبير من بنود الورقة الجزائرية للمصالحة، أهمها ملف منظمة التحرير. وأضاف البرغوثي أنه أُتفق أيضا على "برنامج وطني كفاحي لمواجهة الاحتلال (الإسرائيلي) وما يتعرض له الشعب الفلسطيني" مشيرا إلى أن كافة الفصائل "معنية بنجاح الجهود لإنهاء الانقسام". كما صرّح قيادي بالجبهة الشعبية في تصريح لوكالة الأناضول التركية، أن 57 شخصية فلسطينية ووزير خارجية الجزائر وممثلين عن قطر وسلطنة عُمان شاركوا في الجلسة الافتتاحية للحوار. من جهته قال بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) إن الجلسة الأولى لحوار الجزائر انتهت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء. وأضاف أن المزاج العام "جيد وإيجابي وبناء"، مضيفا أن كافة القوى تدرك أهمية التوافق على الرؤية الجزائرية لإنهاء الانقسام. وأشار الصالحي إلى أن الجزائر عرضت رؤية شاملة تخص كافة جوانب الانقسام الفلسطيني، أمام الفصائل، ويجري بحثها. وتابع "نعتقد أن الأمور تسير في اتجاه صحيح للتوافق على الرؤية الجزائرية". ووصف أمين عام حزب الشعب هذه الرؤية بأنها "ثمرة وخلاصة للقاءات الثنائية التي أجرتها الجزائر مع كافة القوى سابقا، ومستوحاة من الاتفاقيات السابقة الموقعة لإنهاء الانقسام". وانطلقت أمس بالعاصمة الجزائر جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة وفي مقدمتها حركة التحرير الوطني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتوافق على "رؤية الجزائر" الرامية إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. .. تفاؤل كبير بإنهاء الانقسام وأكد القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" محمد الحمامي، الذي يشارك في الاجتماع، ل"العربي الجديد"، أن اللقاء تسوده أجواء إيجابية، مشيرًا إلى تحقيق تقدم كبير خلال اجتماع الثلاثاء بما يخص بنودًا من وثيقة المقترح الجزائري، مع وجود مؤشرات هامة إلى إمكانية نجاح المحطة الجزائرية. وبحسب ما قال الحمامي، فإن التوافقات تركزت على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع وموحد، مشيرا إلى أن "الرعاية الجزائرية وفرت كافة الظروف لتحقيق النجاح، وتميزت بأنها لم تفرق بين الفصائل في كل شيء، وهذا ما يعزز الثقة بالجزائر". من جهته، أكد عضو وفد "جبهة النضال الشعبي" جمال خليل أبوأحمد، الذي يشارك في الاجتماع، ل"العربي الجديد"، أن "أجواء الاجتماع إيجابية بصورة تدعوإلى التفاؤل"، مبينًا أن النقاشات كانت بناءة ومفيدة، وأضاف "نعتقد أن هناك إيجابية كبيرة، وهذا يعزز الحوافز نحوتحقيق الأهداف الرئيسة من اجتماع الجزائر". أما المسؤول الإعلامي عن "حركة فتح" في الجزائر يامن قديح، فأكد أن "اللقاء كان شاقا لكن الأجواء طيبة والنقاشات صريحة (…) يمكن القول إننا على طريق إنهاء الانقسام". وشدد قديح نقلًا عن وفد الحركة المشارك في الاجتماع على "وجود رغبة كبيرة لدى وفد (فتح) وكل الفصائل بعدم خذلان الجزائر في مساعيها الجادة ودبلوماسيتها الهادئة". وبدأ اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر، برعاية مباشرة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبمشاركة 14 فصيلا، وذلك في إطار مبادرة لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، قبل انعقاد القمة العربية المقررة في مطلع شهر نوفمبر المقبل. وتسعى الجزائر إلى دفع الفصائل الفلسطينية للتوافق على ورقة مقترحة تشكل وثيقة أساسية تطرح في القمة العربية المقبلة في الجزائر وتكون قاعدة تؤطر الدعم العربي، خاصة في ما يتعلق بالتمسك بالحقوق الفلسطينية التاريخية وسبل تقديم الدعم العربي. وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد أكد أن الجزائر قامت بتحضير دقيق لاجتماع الفصائل الفلسطينية، كاشفًا عن تنسيق استباقي جزائري مع عدد من الدول العربية التي انخرطت سابقا في الجهد الرامي إلى دعم المصالحة الفلسطينية بشأن اجتماع الجزائر، مؤكدًا وجود دعم فلسطيني وعربي للورقة الجزائرية التي ستناقش في الاجتماع.