شرع الفوج الثاني من البعثة الاستعلامية للجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الوطني في زيارة ميدانية بقيادة حواس محفوظ إلى ولاية بسكرة، وذلك من أجل الوقوف على الانشغالات والعراقيل الحقيقية التي يواجهها الفلاحون في مختلف الشعب الفلاحية. حظي الوفد عند وصوله باستقبال من طرف والي ولاية بسكرة لخضر سداس الذي كان برفقة رئيس الديوان والأمين العام للولاية. عقد الوفد اجتماعاً مع مسؤولي قطاع الفلاحة، وكان ذلك مناسبة لمدير الفلاحة بالنيابة السيد حوحو محمد الأمين، ليوضح طابع ولاية بسكرة كمنطقة فلاحية بامتياز وتعرف حركية اقتصادية كبيرة خاصة في فترة جني التمور وانطلاق موسم البذر والحرث. وكشف المسؤول بأن الولاية تنتج أكثر من 15 مليون قنطارا من مختلف الخضر والفواكه على مدار السنة أهمها شعبة التمور التي يبلغ إنتاجها أكثر من 3.5 مليون قنطار، وأوضح بأن الولاية تعتمد في الري على المياه الجوفية التي لا تتجدد. وتابع حوحو عرضه بالقول أنه وبالرغم من المشاريع الضخمة التي أنجزتها الدولة خصوصا فيما يتعلق بالربط الكهربائي الذي تقدر نسبته 70 % إلا أنها تبقى غير كافية بسبب توسع المحيطات الفلاحية وارتفاع أسعار المازوت بالإضافة إلى مشكل المسالك الفلاحية الوعرة وكذا صعوبة إنجاز المناقب المائية لإيجاد موارد إضافية للسقي علاوة على مشاكل أخرى ذات علاقة بتسوية العقارات الفلاحية. وفي سياق ذي صلة، كشف السيد الأمين العام للغرفة الفلاحية، بأن عدد الفلاحين المسجلين في الغرفة إلى غاية أوت 2022 يبلغ 44870 فلاحا، وقال أن المنتوج الذي يوفره جهد هؤلاء الفلاحين بحاجة إلى مرافقته بإنجاز مخابر مراقبة للنوعية وضمان الجودة. تنقل الوفد بعد ذلك إلى مقر الغرفة الفلاحية للولاية، حيث كان له لقاء مع مجموعة من الفلاحين من مختلف الشعب، وقد أكد رئيس البعثة السيد حواس بأن زيارة هذه الولاية يندرج في إطار الوقوف على واقع قطاع الفلاحة وتسجيل الانشغالات الحقيقية التي يعاني منها الفلاح والتي تحول دون السير الحسن لتطوير المنتوج بالولاية وكذا تحقيق الأهداف المرجوة والتنمية المنشودة، مذكرا في نفس الوقت بأن الأمن الغذائي هو رهان الدولة لاسيما في السياق الدولي الراهن. من جهتهم، أبدى الفلاحون استحسانهم لهذه الزيارة واعتبروها فرصة لرفع أهم الانشغالات والنقائص المسجلة في قطاع الفلاحة، وقد أجمعوا على ضرورة إيجاد حلول لندرة المياه واقترحوا نظاما لانجاز مناقب مائية جماعية. وتسنى المقام للفلاحين كي يبرزوا مدى حاجتهم لإيجاد حل مستعجل لمشكل الكهرباء الفلاحية والمسالك الريفية، كما طالبوا بضرورة الاعتماد على مخابر علمية لإيجاد حلول تمكن الزراعة من التأقلم مع تغيير المناخ، إلى جانب ضرورات ملحة لتقديم دعم بالمكننة وتسوية مشكل تأخر جلب البذور. في سياق آخر، رُفعت مطالب أخرى متنوعة تراوحت بين ضرورة اعتماد بطاقة الفلاح لتمكين الممارسين من الاستفادة من عروض التأمين الفلاحي، تشجيع الاستثمار في تغليف عراجين التمور وكذا تفعيل صندوق دعم الصادرات، دعم الشركات الناشئة للتصدير، دعم الموالين بسبب ارتفاع تكلفة الأعلاف بالإضافة إلى أهمية وضع استراتيجية للتوجه نحو الزراعة البيولوجية. بعد تناوله الكلمة، أكد السيد الأمين الولائي للاتحاد الوطني للفلاحين، ضرورة التعجيل بإزالة العراقيل أمام الفلاحين لاسيما من جهة توفير غرف تبريد مدعمة، توفير المضادات والمبيدات التي يتعين التفكير مليا في إنتاجها محليا، علاوة على ضرورة رفع التجميد عن المشاريع وكذا إنشاء حواجز مائية. في الفترة المسائية، انتقل الوفد لمعاينة مستثمرة فلاحية بمنطقة طولقة واطلع هناك عن كثب على ظروف العمل بها واستمع مليا للانشغالات التي ساقها الفلاحون خلال حديث مطول جمعهم بهم. في نهاية هذه الزيارات والمعاينات، طلب السيد محفوظ حواس من عدد من الفلاحين تزويده بتقارير مفصلة عن جملة ما يعيشونه من صعوبات، كما طمأن بأن أعضاء البعثة قد دونوا خلال إقامتهم بالولاية المعاينات والانشغالات المسجلة في كل المحطات من أجل رفعها إلى الجهات الوصية بعد صياغة التوصيات المناسبة. ..معاينة واقع النشاط الفلاحي بها والاستماع لانشغالات الفلاحين بغرداية قام وفد عن لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الوطني، يرأسه النائب وليد سكلولي الاثنين ، بزيارة استعلامية تستهدف معاينة واقع وظروف التكفل بانشغالات الفلاحين والصعوبات التي تواجه قطاع الفلاحة بولاية غرداية وذلك بحضور نواب الولاية. كان في استقبال الوفد والي الولاية النور عبد الله رفقة مدير المصالح الفلاحية للولاية الذي قدم لمحة شاملة عن واقع القطاع، ثمن فيها المجهودات التي تقوم بها الدولة للتخفيف عن معاناة الفلاحين بالمنطقة. استهل الوفد زيارته، بالتوجه مرفوقا، بالسيد بحو يشيتي بدر الدين مدير المصالح الفلاحية للولاية وكذا الأمين العام للاتحاد الفلاحين، في زيارة ميدانية إلى مزرعة "بزين عمر" ببلدية بونورة منطقة انتيسة. تلقى أعضاء اللجنة هناك شروحات وافية حول المحاصيل الزراعية التي تنتجها المزرعة لاسيما من التمور والحوامض، وهذا فضلا عن الألبان وتربية المعز الحلوب، وبالمناسبة قدم مدير المصالح الفلاحية شرحا حول نظام لتوفير مياه السقي من خلال حفر بئر ارتوازي وإنجاز خزان مائي يوجد حاليا قيد الدراسة والإنجاز. توجه الوفد بعدها إلى مزرعة "ولاد حاجو إسحاق"، ببلدية العطف وتحديدا بمنطقة جاوة، حيث وقف دقيقة صمت وترحم على ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس، وذلك بحضور رئيس بلدية العطف ورئيس دائرة بونورة. وبعين المكان اطلع النواب، بمعية مالك المزرعة، على مدى تطورها منذ نشأتها سنة 1986، أين وقفوا على واقع الإنتاج الفلاحي النباتي والحيواني المعتبر بها، وقد قدمت لهم شروح وافية حول طريقة إنتاج الحليب، علما أن المزرعة تحتوي على 116 بقرة من بينها 74 بقرة حلوب. عاين الوفد عقب ذلك المزرعة النموذجية "لحبيب لحبيب" بمنطقة سبسب، دائرة متليلي، وقد تلقى الوفد خلال ذلك معلومات جد مهمة حول الإنتاج الزراعي والحيواني الخاص بالمزرعة وبالأخص من خضر وفواكه وحبوب. وبالمناسبة قدم مدير المزرعة لأعضاء الوفد بطاقة تقنية مفصلة تحدث فيها عن آفاق المرحلة القادمة التي ستحاول فيها المزرعة ولوج عالم الصناعة الغذائية، وتحديدا في فرع إنتاج مسحوق الحليب. واختتم اللقاء بجلسة عمل بمقر الولاية جمعت النواب بفلاحي الولاية من مختلف الشعب وذلك بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي وكذا رئيس وأعضاء لجنة الفلاحة، وقد أتيحت الفرصة للاستماع لكافة الانشغالات المطروحة. تمثلت هذه الانشغالات في فتح الآبار الارتوازية المغلقة ومنح تراخيص لاستغلالها، وكذا تجهيز وربط الأراضي الفلاحية بقنوات المياه، فتح المسالك الفلاحية مع تزفيتها، الربط بالكهرباء وإعادة النظر في تسعيرة الكهرباء الفلاحية. ومن جملة الانشغالات المطروحة برزت مشكلات عقود الاستصلاح والامتياز، مشكل إنجاز المناقب المائية، إلى جانب تسهيل الاستقبال على مستوى مديرية الفلاحة باعتبارها قناة التواصل والحوار بينهم وبين الإدارة. وفي ردهم على مجمل ما طرح، التزم النواب بنقل كل الانشغالات المرفوعة إليهم بقصد تبليغها للجهات المعنية وبحث الحلول الناجعة لها.