تتواصل في ولاية وهران ورشات تكوينية موجهة للمهتمين بمجال السينما والتي ستدوم إلى غاية اليوم، والتي يستفيد خلالها أكثر من 200 متربص من تكوين نظري وتطبيقي، بتأطير من المركز الجزائري للسينما وبالتنسيق مع المركز الجزائري لتطوير السينما وقسم علوم الإعلام والاتصال لجامعة وهران، وتندرج في إطار إحياء ذكرى ستينية استرجاع السيادة الوطنية. وحسب ما كشفه بيان لإدارة المركز الجزائري للسينما أن هذه الورشات التي شهدت انطلاقتها من مدينة الباهية وهران ستشمل لاحقا العديد من ولايات الوطن، وذلك على مستوى قاعات السينماتيك ودور الثقافة والمؤسسات الجامعية، وتأتي بالموازاة مع برنامج الجولات السينمائية عبر مختلف ولايات الوطن وتتواصل إلى غاية الخامس جويلية القادم، ووفق ذات المصدر، أن برنامج الورشات يفتح المجال أمام المهتمين بالفن السابع عبر ورشات في مختلف مجالات السينما على غرار السيناريو والمعالجة الدرامية للأفلام القصيرة، وإدارة الصورة وتركيب الفيديو، والتقاط الصوت ومعالجته التقنية، التمثيل وإدارة الممثل، ويأتي ذلك تحت إدارة وإشراف أساتذة ومختصين في المجال من خريجي المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي بصري على غرار المخرج فتحي كافي الذي ينشط ورشة حول كتابة السيناريو والمعالجة الدرامية، والأستاذ سليمان إدريس الذي ينشط ورشة فن التمثيل، بالإضافة إلى إيهاب محفوظ والذي ينشط ورشة في فن إدارة الصورة وتركيب الفيديو، والأكاديمي ومخرج السينمائي عبد الباقي صلاي والذي سينشط ندوة حول الإخراج، كما سينشط حسين زعبوبي مهندس الصوت ورشة حول التقاط الصوت ومعالجته التقنية. كما سطر المركز الجزائري للسينما والمركز الجزائري لتطوير السينما بالمناسبة سلسلة من المحاضرات على مستوى قاعات السينماتيك ودور الثقافة والتي سيشرف على تنشيطها أساتذة ومختصين في الفن السينمائي على غرار بروفسور المتخصصة في النقد السينمائي والمسرحي بقسم الفنون لجامعة وهران 1 الدكتورة نوال طامر، والدكتور الزين عبد الحق أستاذ بمخبر الأنساق والبنيات والممارسات جامعة وهران 2 دراسات في الإعلام والاتصال، والناقد السينمائي جمال حازورلي، والدكتورة عتيقة عز الدين من جامعة غليزان، والمخرج السينمائي والتلفزيوني عبد الباقي صلاي، والدكتور جلال خشاب أستاذ بقسم الفنون في جامعة سوق أهراس. ويضيف ذات المصدر، أن هذه المبادرة التي يشرف عليها المركز الجزائري للسينما تندرج في أطار مسعى وزارة الثقافة والفنون لتجسيد مبدأ العدالة الثقافية من خلال برمجة جولات وعروض سينمائية في العديد من ولايات الوطن، تتضمن عروضا لأفلام جزائرية طويلة انطلقت بعرض بفيلم "صليحة" للمخرج محمد صحراوي، الذي يتناول على مدار ساعة ونصف من الزمن، أحداثا تاريخية واقعية تتعلق بالمسار النضالي للشهيدة صليحة ولد قابلية، وكانت هذه الطبيبة الشابة قد غادرت مقاعد الدراسة بكلية الطب لتلتحق بصفوف المجاهدين بمدينة معسكر خدمة للثورة، من خلال استغلال خبرتها في العلاج، واقتبس سيناريو الفيلم السيناريست رابح ظريف عن كتاب ألفه المجاهد علي عمراني، وهو أحد الفاعلين في مجريات الأحداث حيث ترك بدوره مقاعد الدراسة والتحق بجيش التحرير وكان ضمن المجاهدين الذين كانت برفقتهم الشهيدة، كما قام دحو ولد قابلية، أخ البطلة، بالتدقيق التاريخي لأحداث الفيلم، ولقد اختار صحراوي، صاحب الفيلم الروائي الطويل "سركاجي"، سرد أحداث فيلمه بواقعية من خلال نقل وقائع سايرت مهمة الشهيدة في معالجة المجروحين من المجاهدين وسكان الأرياف وأيضا عملية نقلها لمادة طبية خاصة بالتخدير إلى أحد المستشفيات التابعة للمجاهدين في الجبال، وبعد سفر شاق ومتعب في مسالك وعرة وتحت خطر مداهمة جنود المستعمر لمكان تواجدها والفريق المرافق لها تقع صليحة في كمين لجنود المستعمر وتقاوم إلى جانب رفاقها غير أنها تصاب بوابل من الرصاص لتسقط شهيدة وتلتحق بأخيها نور الدين الذي استشهد قبلها بأشهر، ويركز المخرج في هذا العمل على إظهار الجانب الإنساني طيلة أحداث الفيلم خاصة في بعض المواقف التي أظهرت قوة شخصية صليحة التي بقدر ما كانت حازمة وشرسة في مواجهة العدو بقدر ما كانت طيبة وصاحبة تعامل حسن مع الجميع، شارك في أداء هذا العمل العديد من الأسماء على غرار الممثلة الشابة سهى ولهى التي جسدت باقتدار دور صليحة، وكذا مبروك فروجي وقرايدي نذير وحليم زريبيع وآخرين، إلى جانب محمد فريمهدي الذي أدى دور أب البطلة والممثلة القديرة فضيلة حشماوي التي أدت دور أمها. وستعرف التظاهرة تنظيم جولات أخرى لأفلام جزائرية على غرار فيلم "ارغو" للمخرج عمار بلقاسمي و"أبو ليلى" للمخرج أمين سيدي بومدين و"الحياة ما بعد" للمخرج أنيس جعاد، وفيلم "سي محند أو محند" للمخرج علي موزاوي، و"جنية" للمخرج عبد الكريم بهلول، و"دزاير" للمخرج مهدي تساباست و"ذاكرة الأحداث" للمخرج رحيم العلوي، و"مطاريس" للمخرج رشيد بلحاج.