ينظم كل من المركز الجزائري للسينما والمركز الجزائري لتطوير السينما، بالتنسيق مع مديريات الثقافة والفنون، جولاتٍ وعروض سينمائية في العديد من ولايات الوطن. ويأتي هذا البرنامج، الذي يتواصل إلى غاية شهر جويلية من العام الجاري، "في إطار مسعى وزارة الثقافة والفنون لتجسيد مبدأ "العدالة الثقافية". وانطلقت الجولة بفيلم "صليحة" الذي يصوّر المسار النضالي للشهيدة زبيدة ولد قابلية، طالبة الطب التي قدمت حياتها فداءً للجزائر. بعد أن تمّ الكشف، قبل أيام، عن مختصر برنامج العروض السينمائية التي ينظمها كل من المركز الجزائري للسينما والمركز الجزائري لتطوير السينما، بالتنسيق مع مديريات الثقافة والفنون، نعود اليوم إلى هذا البرنامج بنوع من التفصيل، خاصة بعد أن حصلنا على أسماء المشرفين على الورشات والمحاضرات. وينتظر أن ترافق هذه الجولات والعروض، ورشات تكوينية سينمائية حول السيناريو وإدارة الصورة والتركيب وتقنيات الصوت والتمثيل، ومحاضرات لأساتذة مختصين في الفن السينمائي، من بينهم الأستاذة الدكتورة انوال طامر، القادمة من تخصص النقد السينمائي والمسرحي بقسم الفنون بجامعة وهران 1، والدكتور الزين عبد الحق الأستاذ بمخبر الأنساق والبنيات والممارسات (دراسات في الإعلام والاتصال) بجامعة وهران 2، والناقد السينمائي جمال حازورلي، والدكتورة عتيقة عز الدين من جامعة غليزان، والمخرج السينمائي والتلفزيوني عبد الباقي صلاي، والدكتور جلال خشاب الأستاذ بقسم الفنون في جامعة سوق أهراس، وذلك على مستوى قاعات السينماتك ودور الثقافة. ومن الأفلام المبرمج عرضها بحضور مخرجيها والعاملين فيها، نذكر "الحلم" للمخرج عمار بلقاسمي، و«أبو ليلى" للمخرج أمين سيدي بومدين، و«الحياة ما بعد" للمخرج أنيس جعاد، وفيلم "سي محند أو محند" للمخرج علي موزاوي، و«مطاريس" للمخرج رشيد بلحاج، و«جنية" للمخرج عبد الكريم بهلول، و«دزاير" للمخرج مهدي تساباست، و«ذاكرة الأحداث" للمخرج رحيم العلوي. وكانت الجولة السينمائية قد انطلقت في 28 جانفي مع عرض أول الأفلام المشاركة، وهو فيلم "صليحة" للمخرج محمد صحراوي، الذي عرض في قاعات السينماتيك لولايات مستغانم، ووهران، وسيدي بلعباس، وكذا بسينماتك العاصمة. ويتناول الفيلم أحداثا تاريخية واقعية تتعلق بالمسار النضالي للشهيدة زبيدة ولد قابلية، واسمها الثوري "صليحة". وكانت هذه الطبيبة الشابة قد غادرت مقاعد كلية الجراحة والتحقت بصفوف المجاهدين بمدينة معسكر، وجعلت حياتها وخبرتها في العلاج في خدمة المجاهدين وفداءً لوطنها الذي قدمت حياتها في سبيل حريته وسيادته. وبعد سفر شاق ومتعب في مسالك وعرة، وتحت خطر مداهمة جنود المستعمر لمكان تواجدها والفريق المرافق لها، تقع صليحة، الطالبة التي تركت مقاعد كلية الجراحة في سنتها الثالثة للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني، في كمين لجنود المستعمر، وتقاوم إلى جانب رفاقها، ولكنها تصاب بوابل من الرصاص وتسقط شهيدة، لتلتحق بأخيها نور الدين الذي استشهد قبل أشهر. كما ركز المخرج في هذا العمل على إظهار الجانب الإنساني لدى بطلة الفيلم، خاصة في بعض المواقف التي أظهرت قوة شخصيتها التي، بقدر ما كانت حادّة وشرسة في مواجهة العدو، كانت أيضا مثال الطيبة في التعامل مع الجميع، واستطاعت بفضل شجاعتها أن تفرض نفسها وسط رفاقها وتكسب احترامهم.