قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة إنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تنظر إلى أبعد من العنف والتطرف اللذين اندلعا بعد ثورات الربيع العربي وأن تزيد الدعم للديمقراطيات الناشئة في المنطقة من أجل صياغة الأمن على المدى البعيد. وقالت كلينتون إن واشنطن لا يمكن أن تردعها "أعمال عنف يرتكبها عدد صغير من المتطرفين." وتسعى وزيرة الخارجية إلى تعزيز سياسة إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط بعد موجة من العنف المعادي للولايات المتحدة وهجوم قاتل في الشهر الماضي على البعثة الأمريكية في بنغازي بليبيا. وقالت في كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مركز أبحاث في واشنطن "ندرك أن الولاياتالمتحدة ليست ملزمة بإدارة هذه التحولات ومن المؤكد أنه لسنا نحن المعنيين بكسبها أو خسارتها. "ولكن يتعين علينا أن نساند أولئك الذين يعملون كل يوم على تقوية المؤسسات الديمقراطية ويدافعون عن الحقوق العالمية ويسعون من أجل نمو اقتصادي شامل. ذلك سيؤدي إلى شركاء أكثر قدرة وأمنا أكثر دواما على المدي البعيد". واشارت كلينتون إلى أن تحقيقا رسميا يجرى بشأن حادث بنغازي وتعهدت بأن الولاياتالمتحدة ستتعقب المسؤولين عن الهجوم. ولكنها أكدت أنه يتعين على الدبلوماسيين الأمريكيين التعامل مع عالم يكتنفه الغموض وخطر لتعزيز المصالح الأمريكية وحمايتها. وقالت "لن نستطيع أبدا منع كل أعمال العنف أو الإرهاب أو تحقيق الأمن الكامل. لن يستطيع شعبنا أن يعيش في ثكنات ويؤدي عمله". واعترفت كلينتون أن الاضطراب السياسي في ليبيا واليمن وصعود الأحزاب الإسلامية إلى السلطة في مصر وتونس وتوسع الأزمة في سوريا جميعها اختبارات للقيادة الأمريكية ولكنها قالت إن توسيع التواصل لا تقليصه هي الطريق الوحيد للمضي قدما.وقالت "بالنسبة للولايات المتحدة فإن دعم التحولات الديمقراطية ليست مسألة مثالية وإنما ضرورة استراتيجية." وأشارت إلى "الوعد المتوهج للربيع العربي" من خلال رد الفعل ضد جماعات متطرفة في ليبيا وتونس وقالت إنه في حالات كثيرة فإن المجتمعات العربية التي جرى تمكينها حديثا تدافع عن المبادئ السلمية والتعددية والديمقراطية.