لاحديث هنا في مدينة كان ومن قبلها فرنسا الا عن الاضرابات . ورغم ان مدينة كان جنوبفرنسا راحت تستقبل جحافل ضيوف عرسها السينمائي الدولي . الا ان القلق الاكبر يظل يتمحور حول مفردة ( الاضرابات ) التى باتت تهدد كل مفاصل الحياة اليومية . شخصيا داهمني هذا الخوف من الاضرابات حينما اتجهت الى محطة قطارات – جارد دي ليون – في الطريق الى كان . ورأيت البعض من العاملين في المحطة يحملون اليافطات الخاصة بالنقابات التى ينتمون اليها حاصرني احساس بامكانية توقف حركة القطارات كما حدث معي في شتاء هذا العام حيث اضطررت للانتظار في محطة جارد دي ليست لاكثر من خمس ساعات بانتظار تحرك اي قطار الى وجهتي التى كنت اريدها .. اليوم في كان مفردة – اضراب – تشكل الخطر الداهم . خصوصا وان محافظة مدينة كان وجهت رسائل لتاجيل الاضرابات الى موعد لاحق بعد انتهاء الحدث السينمائي الاهم في العالم . حيث مهرجان كان السينمائي وتواجد اكثر من 25 الف صحفي واعلامي وناقد وهذا ما يعني حملة الاعلامية ضخمة تؤثر على سمعه المهرجان والمدينة ومن قبلها فرنسا . وتم السماح بقيام بعض التظاهرات الهامشية من بينها يوم 21 للعاملين في فندق الكارلتون حيث سيقوم عدد من العاملين في هذا الفندق واسرهم بالتظاهر لمدة ثلاث ساعات فقط. بينما الغيت تظاهرات اخري خاصة بعمال المواصلات والطاقة حيث هددت تلك النقابات باطفاء الكهرباء خلال ايام المهرجان واخري هددت بتقليص حركة العمل بالنسبة للقطارات والباصات وسواق التاكسي . ولكن طلبات تلك المظاهرات تم الاتفاق على تاجيلها .. ورغم الجهود المبذولة من قبل محافظة كان وايضا اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي الا ان التوتر لا يزال قائما وتداعيات اي مظاهرة ستقام في نيس او مارسيليا وعدد من المدن الكبري التى تحيط بمدينة كان ستنعكس تداعياتها على الحركة في كان ومهرجانها . هذا ويري عدد من الصحافيين والاعلاميين في مثل هذة الاحداث فرصة كبري للمتابعة والرصد ولربما الاهتمام على حساب المهرجان وافلامه ونجومه وصفقاته الكبري التى تتجاوز المليارات من الدولارات او اليوروات .. المدير الفني للمهرجان تيري فريمو اكد خلال الموتمر الصحفي الذى عقده قبيل يوم واحد من انطلاق المهرجان اشار فيه مؤكدا الى ان الاضرابات التى تشهدها فرنسا عبر نقاباتها ستظل قائمة ولكن تم التنسيق على ان تؤثر او تتزامن مع فعاليات مهرجان كان حيث تتظافر كافة الجهود لانجاح هذا العرس السينمائي الاهم دوليا والذي يستقطب الالاف من السينمائيين من انحاء العالم . كما اثنى على الجهود التى تقوم بها محافظة مدينة كان وكافات القطاعات المعنية والمتخصصة . الا ان صوت الاضرابات لا يزال يصدح عبر العديد من المدن الفرنسية وفي مقدمتها المدن الكبري مثل باريس وليون ونيس ومارسيليا وغيرها وتصل اصداءها الي بقية المدن ولربما انحاء العالم .. ويبقي ان نقول .. انه رغم كل التطمينات الا ان الاضرابات تظل على الابواب .. ولربما اقرب من كل ذلك .. لذا يأتى الحذر .. والترقب . عام 2023 بالنسبة لمهرجان كان السينمائي عام ثري بالاعمال والاختيارات السينمائية ولكنه في الحين ذاته يظل عام الاضرابات والترقب والحذر ..