صرح حسام حمزة، أستاذ العلاقات الدولية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، إنّ مقاربة الجزائر لقيام نظام عالمي جديد "صحيحة وواقعية وتتوافق مع وجهات نظر الكثير من دول الجنوب". وفي حواره لبرنامج "إضاءات" على "ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، اعتبر حمزة أنّ كلمة رئيس الجمهورية في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، "شخّصت بدقة الخلل الراهن في عمل هياكل وآليات منظمة الأممالمتحدة، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي. وحسب ما لاحظه أستاذ العلاقات الدولية، أنّه "آن الأوان لإصلاح مجلس الأمن بما يسمح بتحقيق التمثيل العادل لمختلف القارات متعددة الأجناس والثقافات والديانات واللغات"، وبما يضمن على حدّ قوله، "المشاركة العادلة في اتخاد القرارات المصيرية وخاصة تلك التي تمس بالأمن والسلم في العالم". وأضاف قائلاً: "الجزائر ما فتئت منذ عقود ترافع من أجل تسوية الأزمات الدولية عبر لغة الحوار، وبعيداً عن الخيارات العسكرية، وأظهرت الكثير من التجارب صحّة ونجاعة هذه المقاربة في شتى مناطق التوتر عبر العالم". كما أوضح حسام حمزة، أنّ "التطورات الحاصلة اليوم في العالم تبرز مدى الحاجة لإعادة النظر في النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، وتابع: "بكل تأكيد هذا النظام الموروث منذ 78 سنة يخدم بالدرجة الأولى مصالح القوى العظمى، ومن المؤسف أن تظل القارة الافريقية المعروفة بثقلها الديموغرافي والغنية بالثروات الطبيعية والمعدنية على هامش الأحداث، ولا تتاح لها فرصة المشاركة في مناقشة وصناعة القرار على المستوى الدولي". وفي تعليقه على غياب رؤساء وقادة أربع دول تتمتع بحق الفيتو داخل مجلس الأمن الدولي عن أشغال الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 78، قال حمزة إنّه "مؤشر واضح على عدم اهتمام هذه الدول بما يدور من نقاشات بين الأعضاء داخل الجمعية العامة". وأضاف قائلاً: "هذه الدول تنظر بشيء من اللامبالاة للنقاشات والانتقادات الواردة من دول الجنوب خلال مثل هذه المناسبات لأنها لا ترى فيها خطراً على مصالحها، باعتبار أنّ جميع القرارات الكبرى تُحسم داخل مجلس الأمن وهي فقط من تملك سلطة الموافقة عليها من عدمها". خ.ل الوسوم