في محاولة للتقليل من العار والفضيحة اللتان لحقتا بمملكة محمد السادس والتخفيف من حدة الإدانات الدولية عقب المجزرة الدموية التي اقترفها المخزن تحت رعاية من يسمونه أمير المؤمنين ، سارعت حكومة الاحتلال المغربي إلى لعب ورقة أخرى للتحايل وإيهام المجتمع الدولي الذي استهجن لا إنسانية الرباط ومحاولاته اليائسة في تشويه صورة الجزائر وإقحامها كطرف في النزاع ، حيث لم يتردد وزير الخارجية المغربي في إطلاق تصريحات واهية متناقضة مع المعطيات الراهنة سعيا من إلى تغير طبيعة القضية إلا وهي قرير مصير وتصفية استعمار، وحمّل بهتانا وإثما البوليساريو مسؤولية فشل المفاوضات... للهروب من انتقادات الرأي العام الدولي الذي تفطن للتحايل المغر بي بخصوص إجهاض المساعي الأممية في تسوية آخر قضية استعمار في إفريقيا. وادعى الفاسي الفهري،-الذي تقمص دور الضحية بدل الجلاد-، في اجتماع له مع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب الخميس الماضي، أن البوليساريو لا يمثل سكان الصحراء الغربية متهما إياها بالتعنت في مواقفه قائلا إن نجاح المفاوضات حول الصحراء سيظل ضعيفا، بل ومنعدما، في غياب استعداد الأطراف الأخرى لبذل المجهود الضروري للتوصل لحل سياسي متوافق عليه...... وكعادته حاول الفهري أن يرفع مسؤولية وأثار ممارسته الاحتلال على السعي الصحراوي وإفرازاتها على مستقبل الصرح المغاربي وزعم أن فشل المفاوضات يتسبب في هدر فرص الاندماج الاقتصادي والتنمية المشتركة في منطقة المغرب العربي. وستجرى الجولة الخامسة للمفاوضات غير الرسمية، التي ستستأنف في يناير المقبل بمنهاست الأمريكية بحضور المبعوث الأممي كريستوفر روس.