نظمت بلدية الجزائر الوسطى التي تربطها توأمة مع مدينة العيون الصحراوية، وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي الذي تعرض بحر الأسبوع المنصرم الى مجزرة اقترفتها قوات الجيش والأمن المغربية ضد أهالي مخيم الحرية بالعيونالمحتلة، فخلفت أكثر من 100 شهيد وآلاف الجرحى والمساجين. الوقفة التي كانت منظمة بقاعة المداولات للمجلس الشعبي البلدي للعاصمة، تحولت تلقائيا إلى تجمع شعبي بساحة الأمير عبد القادر، حضره منتخبو العاصمة وجمعيات المجتمع المدني وأعضاء اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، إضافة للطلبة والشباب الصحراوي المقيمين بالجزائر والمواطنين الجزائريين الذين تجمعوا تلقائيا مرددين مع إخوانهم الصحراويين الشعارات الوطنية المنادية بالحرية والاستقلال وأساليب الكفاح في قهر المحتل الغاشم. وقد ندّد كل من تناولوا الكلمة بالاعتداءات الوحشية المغربية على المدنيين العزل بمخيم الحرية في العيونالمحتلة واصفين ماقام به ملك المغرب بعد إعطائه الأوامر بارتكاب إبادة جماعية في حق سكان هذا المخيم الذي يأوي أكثر من 30 ألف صحراوي بعملية تصفية للعنصر الصحراوي، وطالبوا في هذا الصدد بالتدخل العاجل للأمم المتحدة لحماية الصحراويين من الاعتداءات المغربية التي وصلت الى حد الإبادة والمجازر الجماعية التي تعاقب عليها القوانين الدولية وتتابع مقترفيها محكمة الجنايات الدولية إلى أن تقتص منهم، والملك المغربي صار بحكم هذه الشرائع مطلوبا أمام مجلس الجزاء الدولي، لأنه هو من أعطى الأوامر لجيشه لارتكاب المجزرة الرهيبة في حق الصحراويين العزل ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الماضي. وقد أكد رئيس بلدية الجزائر الوسطى السيد الطيب زيتوني، أن إقامة هذا التجمع أمام تمثال رائد المقاومة في الجزائر الأمير عبد القادر الذي كرمته الأممالمتحدة كرمز إنساني لحقوق الإنسان والحرية، إنما يؤكد تضامن ودعم الشعب الجزائري وكل الأحرار في العالم مع قضية الشعب الصحراوي العادلة من أجل الحرية والاستقلال كما يؤكد دعم الجزائر لنضال الشعب الصحراوي الى غاية تقرير مصيره والاستقلال. ومن جانبه، وصف السفير الصحراوي بالجزائر ما ارتكبه المغرب بالحماقة وأن الملك محمد السادس وصل الى حد الجنون وخيبة الأمل عندما أعطى الأوامر لجنوده لارتكاب إبادة جماعية في حق الصحراويين بمخيمات العيونالمحتلة، عشية إجراء المفاوضات بين الطرفين من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير. وطالب السفير الصحراوي مجلس الأمن بموقف وردّة فعل تكون في مستوى الرد على ما اقترفه النظام المغربي وعلى رأسه الملك محمد السادس في حق الصحراويين في الأراضي المحتلة، وتوفير حماية أممية عاجلة بهذه الأراضي التي تعيش حالة طوارئ يمارسها نظام المخزن على الشعب الصحراوي الأعزل. وعن الرسالة من إبادة الشعب الصحراوي عشية المفاوضات بين المغرب والبوليساريو قال السفير إن الملك المغربي يريد أن يقول للعالم إنني هنا كمحتل، لكن نحن لن نسقط في الفخ وسنواصل كفاحنا بكل الطرق التي تؤدي إلى الاستقلال. أما عن موقف المجموعة الدولية المحتشم، فقد أوضح السفير الصحراوي في تصريح ل''المساء'' أن الحدث يستحق أن ينهض له الضمير العالمي الذي يفرض على الانسانية جمعاء التنديد بهذه المجزرة التي نفذها النظام المغربي في جنح الليل على مدنيين عزل بمخيم الحرية بالعيونالمحتلة. وبدوره ندد الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء السيد الطيب الهواري، بالاعتداءات الوحشية المغربية ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة واصفا إياها بالاعتداءات التي فاقت قسوتها الفاشية وعلى العالم كله أن يندد بها ويعمل على أن يضع حدا لها ويعاقب مرتكبيها وعلى شعوب العالم كما قال أن تضغط على حكوماتها لتطبيق الشرعية الدولية بخصوص حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال وحمل الطيب الهواري فرنسا واسبانيا وحتى أمريكا مسؤولية ما يتعرض له الشعب الصحراوي من مجازر وإبادة وانتهاكات لحقوق الانسان، وقال إن صمتهم حيال المغرب عار عليهم خاصة وأنهم هم الذين يتكلمون عن القانون الدولي الانساني وحقوق الإنسان. وفي كلمته، جدد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد الحاج محرز لعماري دعم الجزائر وشعبها للقضية الصحراوية وتطبيق الشرعية الدولية بشأنها وخاصة تقرير المصير والاستقلال، منددا بالمجزرة المغربية في حق الصحراويين داعيا مجلس الأمن والمجموعة الدولية للتدخل العاجل لحماية الصحراويين الذين يتعرضون للتصفية من قبل النظام المغربي.