أكد رئيس الوزراء المالي الشيخ موديبو ديارا أن العمل العسكري "لاستعادة" شمال مالي سيجري "قريبا جدا"، موضحا أن قرار الأممالمتحدة في هذا الشأن سيصدر "خلال أسبوع". وقال ديارا على هامش منتدى دولي في طنجة بالمغرب ان "عملية الاستعادة ستجري قريبا جدا لانه سيكون لدينا قرار من الأممالمتحدة خلال أسبوع". وقال أنه "لا استطيع كشف تفاصيل إستراتيجيتنا العسكرية". وردا على سؤال حول الدول التي ستشارك في هذا التدخل، قال رئيس الوزراء المالي ان باماكو لن تعرف "لائحة الدول المساهمة إلا بعد تبني" القرار في الأممالمتحدة.ويأتي تصريح المسؤول المالي بعد إبداء حركة أنصار الدين إحدى المجموعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال مالي أول أمس، استعدادها لتحرير شمال البلاد من الإرهاب و الحركات الأجنبية. و قال اغ غربي المتحدث باسم الحركة في واغادوغو "اذا ما التزمنا بمفاوضات مع السلطات المالية فلا بد ان نفكر في وسائل و سبل تمكننا من القضاء على الإرهاب وتجارة المخدرات و الحركات الأجنبية" وأضاف "نحن لسنا مع خطف الرهائن و تجارة المخدرات". وانتقد المتحدث السلطات المركزية في مالي لعدم التعاطي مع حركته قائلا ان "لرد السلطات المالية على العرض الذي تقدمنا به من اجل الحوار طال انتظاره و ندين مواقف باماكو ازاء مختلف الوساطات من اجل التفاوض" مضيفا لا بد من طرفين من اجل التفاوض". وأكد ديارا ان بلاده تدين احتلال شمال مالي من قبل "إرهابيين" ومهربي مخدرات الذين "يروعون السكان". وقال أنه يركز حاليا على مهمتين هما تحرير شمال بلادي والإعداد لانتخابات مقبلة وتنظيمها بشفافية. وأكد ديارا أن الجزائر " تقف في صف الأسرة الدولية" للمساعدة في تسوية الأزمة. ورحب بدعم المغرب و"مساهمته في مجلس الأمن الدولي" بصفته عضو غير دائم فيه. وفي هذا السياق، أعلن مسؤول كبير في الحركة الوطنية لتحرير الازواد عن عقد محادثات رسمية" قربيا بين حركته وجماعة "أنصار الدين". وقال موسى أغ الطاهر المنسق الدبلوماسي لحركة تحرير أزواد في أوروبا في تصريح له أمس "نأخذ علما بهذا التطور الإيجابي والمشجع جدا"، مضيفا أن "محادثات رسمية مع "أنصار الدين"ّ ستجري في الأيام المقبلة لكي تتكلم قوى أزواد الحية بصوت واحد للذهاب إلى مفاوضات سياسية". وتميزت مواقف فرنسا حيال تطورات الوضع في مالي بتناقض صارخ إذ أكدت أنها لن ترسل جنودها إلى شمال مالي ، بينما تصر على دعم الحرب هناك، وأكد صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس تنتظر من جماعة أنصار الدين أن تتبع بأفعال، تصريحاتها عن استعدادها للتخلي عن فرض الشريعة في مالي باستثناء الشمال وللتفاوض مع باماكو، وان "تقطع صلاتها بالمنظمات الإرهابية". وذلك يومان فقط من إعلان الحركة إقتصار فرضها تطبيق الشريعة في إقليم كيدال دون غيره. وقال المسؤول الفرنسي "ننتظر ان تقطع انصار الدين فعليا صلاتها بالمنظمات الإرهابية الموجودة في شمال مالي وتعترف بلا لبس بمبادىء وحدة وسلامة أراضي مالي". وشدد أن فرنسا لديها بشكل عام موقف ثابت طبقا للبنود والشروط الواردة في القرار 2071 لمجلس الآمن الدولي يجب إجراء حوار سياسي بين سلطات باماكو والمجموعات المتمردة غير الإرهابية في الشمال". للإشارة التقى الجزائري سعيد جينيت ممثل الأممالمتحدة في إفريقيا الغربية أول أمس في واغادوغو ممثلين لجماعة أنصار الدين بعد أن كان التقى الرئيس البوركينابي بليز كومباوري الذي يقوم بوساطة في أزمة مالي. وقبل ذلك التقى ممثل الأممالمتحدة أعضاء في الحركة الوطنية لتحرير ازواد الذين لا يزالون يعتبرون فريقا رئيسيا في إيجاد حل تفاوضي. وقال إبراهيم اغ محمد الصالح احد مسؤولي حركة ازواد ان الحركة أكدت لجينيت "استعدادها التام للحوار" على أن يشمل ذلك جماعة أنصار الدين. واعتبر جينيت بعد لقائه الرئيس كومباوري الذي يتولى وساطة لمعالجة أزمة مالي بتفويض من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (اكواس) أن الحوار هو "الخيار الأفضل" لحل هذه الأزمة. رزقي زكي