حظي فنانو الأغنية الشاوية محمد أوعمر وعبد الحميد بوزاهر وجمال صبري مساء أول أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة بتكريم خاص عرفانا بما قدموه للتراث الموسيقي الشاوي والثقافة الجزائرية. وحضر الحفل الذي أقيم على شرف الأغنية الشاوية جمع غفير من محبي النغمة الشاوية وعدد من الفنانين على غرار فريدة صابونجي وبهية راشدي ومحمد عجايمي وجميلة عراس. وعلى مدار الثلاث ساعات من الزمن تجاوب الحاضرون كثيرا مع النغمة الشاوية الأصيلة التي جمعت بين الركروكي والسراوي والسراوي الجبايلي وذكرت الجمهور بروائع عيسى الجرموني وعلي الخنشلي وبقار حدة ومحمد الأوراسي. ونشط حفل التكريم الذي حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي مطربون بارزون في الأغنية الشاوية أمثال كلثوم الأوراسية ونورة الشاوية وجمال مركوندة حيث أبدعوا في ترجمة التراث الموسيقي الشاوي على أنغام الناي والبندير والعيطة الشاوية. ولم تكن النغمة الشاوية العصرية غائبة عن حفل التكريم حيث أمتع ماسينيسا وحسان دادي المستمعين بأغانيهما الشبابية الراقصة وأيضا جمال صبري (جو) الذي عاد بالحضور إلى سنوات خلت بأدائه لبعض أشهر أغانيه وبرقصاته التي تركت وقعا جميلا في الجمهور وخصوصا منهم الشباب. وصعد بعدها إلى المنصة ضيفا الحفل الآخران محمد أوعمر الذي طار بالجمهور إلى جبال الأوراس الأشم والموسيقى الأصيلة رفقة أعضاء فرقته الموسيقية ومن بعده أصيل مدينة خنشلة عبد الحميد بوزاهر الذي تميز خصوصا بصوته القوي وعيطته وأشعاره البدوية الجميلة. وفي ختام الحفل قامت وزيرة الثقافة بتكريم الفنانين الثلاثة وهو ما تأثر له هؤلاء كثيرا حيث أبدى الفنان القدير محمد أوعمر (78 سنة) سعادته بهذا التكريم معتبرا أن فنه "ينبع من صميم التراث الشاوي" وأن الكثير من فناني اليوم "يسيرون على خطاه كجمال مركوندة وغيره" متأسفا في نفس الوقت على فقدان بعض الأصوات الشاوية الرائعة على غرار الراحل كاتشو. وعبر من جهته الفنان عبد الحميد بوزاهر(68 سنة) عن فرحه بهذا التكريم الذي قال أنه "يشجعه كثيرا" مضيفا أنه وقبل كل شيء "تكريم لجمهوره وفنه الذي يمتد على قرابة الأربعين سنة". ومن جهتها اعتبرت وزيرة الثقافة أن التكريم الذي دأبت وزارتها على تخصيصه للفنانين الجزائريين في عيد استقلال الجزائر قد خص هذه المرة منطقة الأوراس التي منها "انطلقت أول شرارة في نوفمبر 1954 ضد المستعمر الفرنسي". ويأتي هذا التكريم الذي نظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالتعاون مع وزارة الثقافة ليضاف لسلسلة من التكريمات التي تقوم الوزارة بتخصيصها قصد رد الاعتبار للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة الجزائرية الأصيلة.