عقدت التنسيقية الدولية للوفاق الدولي للعمال والشعوب أمس، بمقر حزب العمال بالجزائر العاصمة إجتماعا عاديا مخصصا أساسا لموضوع تهديد التدخل العسكري في شمال مالي وبحث السبل الكفيلة لإطلاق حملة دولية ضد هذا التدخل. وأوضحت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال بصفتها المنسقة الأولى الوفاق الدولي للعمال والشعوب في افتتاح أشغال التنسيقية العالمية نهار أمس بمقر الحزب والتي حضرها ممثلين للوفاق من القارات الخمسة أن "طبول الحرب بدأت تقرع على الحدود الجزائرية من خلال العدوان على مالي مما يوحي بأن اللاأمن سيسود على طول 1350 كم من حدودنا مع مالي تضاف إلى 950 كم أخرى تمثل حدودنا مع ليبيا والتي تعاني من اللاأمن جراء عدم الاستقرار الذي يعيشه هذا البلد" الذي حسبها " كان ضحية عدوان قوات الناتو". واضافت حنون "النتيجة أن الجزائر أصبحت محاصرة بالفوضى ومستهدفة في ثرواتها ومداخيلها المالية وسوق إعادة إعمارها" مؤكدة أن "كل شمال إفريقيا ومنطقة الساحل مستهدف بالحروب التفكيكية رغم أن المنظمات الإفريقية وفي مقدمتها اتحاد النقابات الإفريقية طالبت في مؤتمرها الأخير المنعقد بالجزائر بضرورة تفادي التدخل العسكري في مالي، ورافعت لصالح الشروع في حملة التعبئة لإيقاف هذا العدوان المحتمل". وأشارت إلى أن هذه الأزمة "خلفت حروبا عكسرية إحتلالية متزايدة" الهدف منها نهب ثروات الدول المستهدفة. وبعد أن ذكرت بمؤتمر الطوارئ الذي إحتضنته الجزائر في ديسمبر 2011 ضد حروب الاحتلال وضد التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للدول أبرزت السيدة حنون أن سنة من بعد هذا المؤتمر "تدق طبول الحرب في منطقة الساحل ويتم التحضير للعدوان المسلح الخارجي على دولة مالي من قبل الدول الإمبريالية". وذكرت الأمينة العامة لحزب العمال أن تشكيلتها السياسية تناهض الحرب والاستغلال وسخرت كل طاقاتها النضالية واستخدمت كل المنابر في سنة 2012 للتحذير من التدخل العسكري في مالي وللدفاع عن سيادة ووحدة الجزائر. وحيت المتدخلة موقف الدولة الجزائرية بخصوص الأزمة في مالي من خلال سعيها لإيجاد حل سياسي سلمي ما بين الفرقاء الماليين "لتجنيب مالي حربا تفكيكية قبلية". وقالت حنون أن حزبا ماليا اتصل بتشكيلتها السياسية وطلب منها العمل على تحضير دورة ثانية لمؤتمر الطوارئ حول حروب الاحتلال للتطرق إلى "التداعيات الخطيرة" للتدخل العسكري في شمال مالي على هذا البلد وعلى كل المنطقة. وأوضحت أن إجتماع اليوم سيسمح بعرض هذا المشروع على التنسيقية الدولية لتساهم في إنجاحه من خلال العمل على إشراك أكبر عدد ممكن من التنظيمات النقابية والعمالية والسياسية. م ن جانبه أكد دانيال غلوكستاين الأمين الوطني للحزب الفرنسي العمالي المستقل والمنسق الثاني للوفاق الدولي للعمال والشعوب أن تهديد التدخل العسكري في مالي سيكون في صلب اجتماع التنسيقية الدولية للوفاق. واستطرد في نفس الموضوع قائلا :"نحن واعون أن التدخل العسكري في مالي يهدد مصالح شعب هذا البلد ويهدف أساسا إلى خدمة المصالح الاقتصادية للدول العظمي وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا".