أسند مجلس إدارة نادي الأهلي شندي السوداني المهمة للمدرب الجزائري زِكْرِي نور الدين خلفا للتونسي محمد الكوكي، وزكرى كان لاعبا سابقا بفريق مولودية باتنةالجزائري،وتتلمذ على يد مدربين كبار في إيطاليا ونال أعلى شهادات التدريب وتخرج على يدهم من أكاديمية كوفرشانو الشهيرة بإيطاليا، ودرب أندية وفاق سطيف مولودية الجزائر، وقد أجرى مع المدرب الجديد في الملاعب السودانية أفصح فيه عن فلفسته وأهدافه مع الفريق السوداني. ..ماذا تعرف عن كرة القدم السودانية وفريق الأهلي شندي؟ معرفتي بكرة القدم السودانية والأهلي شندي ليست كبيرة ولكن نظرني للكرة السودانية من خلال فرقها العريقة المعروفة التي تلعب في دوري أبطال إفريقيا مثل الهلال والمريخ يجعلني أقول أن لهذا البلد ثقافة كبيرة جدا في لعبة كرة القدم،وربما هذا هو السبب الذي شجعني لخوض هذه التجربة. ..ولماذا فضلت العمل مع هذا النادي السوداني تحديدا؟ عمل المدرب في كرة القدم كله مغامرات ولا فرق في ذلك عندما تتولي مهمة تدريب فريق سواء كان صغيرا أو كبيرا، لدى هدف وأريد أن أحققه في إفريقيا السوداء جنوب الصحراء الكبرى بعد نجاحي فس شمال إفريقيا،، فأردت خوض هذه التجربة الأولى، في وقت تلقيت فيه عروض إفريقية أخرى من بينها عرض من دولة الكونجو وكان يمكن أن أتعاقد مع وفاق سطيف أو مولودية الجزائر، ولكن جاءني عرض الأهلي شندي وكان المطلوب بالنسبة لي، فأنا أريد أن أجرب إن كان بإمكاننا نحقق معه الألقاب، ولم لا يفوز الأهلي شندي بالألقاب ؟ ..ما هي تجربة المدرب زكري نور الدين السابقة كلاعب وكمدرب؟ والله بصراحة تجربتي كبيرة، وحياتي كلها كانت كرة قدم، فقد مارست هذه اللعبة وكنت في السادسة من عمري، وإغتربت في ايطاليا لأكثر من عقدين من الزمان لاعبا ومدربا، وتجربتي كمدرب أراها ناجحة سواء كان ذلك في الفرق التي دربتها في إيطاليا أو الفرق التي عملت معها بشمال إفريقيا، وفي الحقيقة أنني عملت ثمانية أشهر في وفاق سطيف وأربعة أشهر في مولودية الجزائر ونجحت في تحقيق كأس شمال إفريقيا، كأس كؤوس أندية شمال إفريقيا،و كأس الجزائر، والمركز الثاني مع وفاق سطيف في الدوري الجزائري، تأهل تاريخي لوفاق سطيف لدوري المجموعات الإفريقية، وفي خلال اربعة أشهر مع مولودية الجزائر حققنا تأهل تاريخي لدوري مجموعات دوري الأبطال الإفريقية وكذلك أنقذت هذا الفريق من وضعية كانت كارثية ووضعته في وسط الترتيب، تلك سبعة نجاحات في ظرف سنة واحدة فقط في الجزائر، ويكفيني فخرا إكتساب خبرة التدريب في الكالشيو الإيطالي خلال 10 سنوات. ..ما مدى أدراكك لحجم المهمة التي تنتظرك مع فريق مثل الأهلي شندي؟ بطبعي شخص يحب التحديات، ربما يكون الجمهور متعجل في النتائج، ولكن أنا متعجل أكثر من الجمهور، ولكن علينا أيضا أن ننزل إلى أرض الواقع، هناك مشروع بفريق الأهلي شندي، هنا في السودان يوجد الهلال والمريخ ويلعبان في كوكب آخر بينما تلعب الفرق الأخرى في كوكب آخر، فالفارق إذا تصنعه الأمكانيات القوية والثقافة العالية عند هذين الفريقين العملاقين، ومشروعي مع الأهلي شندي يدخل في نطاق ثلاث سنوات لبناء فريق كبير، وأرجو ألا يعتقد الناس أننا بين ليلة وضحاها أننا سوف نصنع فريقا كبيرا، بحيث أنه من الجانب العلمي يجب أن ننظر إلى هذا الفريق نظرة بعيدة، لكن هذه النظرة يجب الا تجعلنا ندخل الملعب ونحن نرى أنفسنا في السنة الثالثة للفريق، وحينما ندخل إلى الميدان فإننا ندخل من أجل الفوز. ..كيف سيختلف المنهج الفني للأهلي شندي خلال فترتك عن ذلك الذي كان عليه في فترة المدرب السابق التونسي محمد الكوكي ؟ لكل مدرب كرة قدم منهجه وفلسفته الفنية الخاصة به، وبالتالي فلسفتي ومنهجيتي تختلف عن المدربين وبخاصة المدربين العرب، وأشعر من ناحية تركيب فني أنني لست مدرب عربي، وصحيح أنني مسلم ومن أصول جزائرية وإفريقية، ولكنني كمدرب أقول دائما أنني مدرب أيطالي، ولهذا أفضل أن يلعب فريقي مباراة كبيرة من ناحية الآداء ويخسر سوف أفرح، ولكن أن يفوز فريقي بدون آداء جيد ومقنع سأكون حزينا. فريق الأهلي شندي عليه أن يفكر كما أفكر أنا، فأنا أفكر أنني مدرب كبير وعلى فريقي ولاعبيه أن يفكروا أيضا تفكيرا كبيرا، والفريق الكبير تتوفر في ثلاث شروط هي : أولا روح المجموعة بحيث أنه ليس هناك لاعب أساسي أو لاعب أحتياطي ثانيا أن تكون هناك إرادة أي ألا يلعب الفريق من أجل التعادل لا في بلاده ولا في خارج بلاده، دائما يلعب من أجل الفوز، ثالثا عقلية الفوز يجب أن تترسخ في أذهان اللاعبين، وأن تترسخ كذلك عقلية الهزيمة، بمعني كيف نتقبل الهزيمة وكيف ننهض ونخرج منها، هذه جوانب ليست مترسخة لدى الأفارقة. ..كيف ترى حظوظ الأهلي شندي المحلية والإفريقية مع مدرب جديد يختلف فكرا عن المدرب السابق ؟ حظوظ الأهلي شندي سوف تكون كسائر حظوظ الفرق المشاركة، لا يقل ولا يزيد، نحن نتفاءل من واقع تفاءلوا خيرا تجدوه، فقد كنت ولا زلت مدربا يصنع الأحداث والإلإنتصارات، فلم لا أصنعها مع هذا الفريق، فإذا ما كنت قد أصبت النجاح بالعديد من الفرق فلم لا انجح معهم، ويقولون أن المدرب يذهب لتطبيق مشروع وقد ينجح وقد لا يفعل ذلك، ولكن في فكري أنني أخطط لأنجح بإذن الله، وأسباب النجاح تتمثل في العمل الدؤوب وأن تكون هناك إرادة من المدرب وطاقمه واللاعبين، و إرادة الإدارة كذلك والجمهور، وهكذا على كل هؤلاء أن يرافقوا مشروع بناء الفريق إلى أن يصل إلى مبتغاه. ..ما هي الإضافة التي تريد تقديمها بالأهلي شندي ؟ غرس ثقافة إحترافية من جميع جوانبها مع التدرج في تطبيق ذلك، لأنه من الصعب أن تقول بين ليلة وضحاها أن تقول أن هذا الفريق محترف، بالإضافة إلى توظيف الفلسفة الحقيقية التي أريد ترسيخها حتى يصبح الأهلي شندي فريقا كبيرا، فمثلا فريق برشلونة ينظرون من باب المدرب جوارديولا أو ريكارد الهولندي ومدربين آخرين أشرفوا على الفريق، ولكن الذي جعل برشلونة يلعب بهذه الكيفية التي لم تكن فيه قبل ثلاثة عقود هو الفلسفة التي غرسها الهولندي كرويف المبنية على الآداء الثابت، فبرشلونة لا يفوز إلا من خلال الآداء ومن خلال إستحواذه على الكرة، ولهذا أتمنى أن أضع بذرة خير في فريق الأهلي شندي تجعلهم يتذكرونني بها، خاصة روح الإحترافية والآداء الممتاز. ..ما هو الانطباع الذي خرجت به في تعاملك مع لاعبي الأهلي شندي ومجلس إدارته فور تعاملك معهم الأسبوع الماضي ؟ هناك جانب سلبي وآخر إيجابي، وأريد أن أقول الحقيقة كما هي، الجانب الإيجابي هو حب اللاعبين للكرة وأخلاقهم الطيبة وتنفيذ ما يريدون لأجل الفريق من الأمور الصعبة التي تجدها في فرق أخرى،، شئ أخر إيجابي أنني شاهدت مدينة كاملة مثل شندي تلتف حول هذا الفريق، لمست أن قطاعات كبيرة من جمهور كرة القدم السوداني يتعاطف مع هذا الفريق لأنه الفريق الأقليمي الوحيد وخارج العاصمة السودانية الذي يريد أن يصنع شيئا جديد لم يصنعه فريقا غيره وأعتقد أن هذا أيضا هو تفكير مجلس الإدارة. الأمر السلبي هو هناك بطء في جانب وهو أن الفريق لم يتعود على الاحترافية الحقيقية فبعض اللاعبين لم يلتحقوا بعد بفترة الإعداد، وتنقل الفريق للتدريبات ما بين شندي والخرطوم، فعلينا أن نصحح الأشياء السلبية، ويقلقني كذلك عدم السرعة في تطبيق برامجي ولكنني تلقيت وعود أن الأمور سوف تحسم من كل ناحية.