يكرم المسرح الجهوي لتيزي وزو كاتب ياسين اليوم الفنان المسرحي القدير امحمد بن قطاف بقاعة السينماتيك تقديرا وعرفانا لما قدمه للفن الرابع وخدمته للمسرح الوطني محي الدين بشطرزي. تعرف عليه الجمهور الربع الأخير من القرن الماضي ممثلا محبوبا، بارعا بحضوره المتميز من خلال الشاشة الصغيرة ومن خلال عروضه المسرحية التي جاب بها مختلف القاعات عبر الوطن. وتعرف عليه جمهور الألفية الثالثة مسيرا ناجحا أحدث ضخة في بيت بشطارزي بنشاطه المتواصل وحراكه الدؤوب من خلال إدارته للمسرح الوطني الجزائري وإشرافه على المهرجان الوطني للمسرح المحترف. بدأ امحمد مشواره الفني في الإذاعة الجزائرية أياما قليلة بعد الاستقلال في ميدان الغناء والطرب، كان يكتب الشعر بتردد وخجل، لكنه شيئا فشيئا اتجهت ميولاته نحو عوالم الكلمة والحوار ومسرح الإذاعي وشرع في تقديم أدوار رفقة الأستاذ محمد ونيش الذي صال وجال في روائع المسرح العالمي، من شكسبير إلى لوبي دي فيغا إلى موليير. . . . التحق بالمسرح الوطني الجزائري سنة 1966 إلى جانب كل من رويشد، مصطفى كاتب علال محب، نورية، وغيرهم . . . ليوزع في أكثر من 85 مسرحية من الأرشيف الوطني والعالمي تحت إشراف مخرجين كبار حاج عمار، مصطفى كاتب رويشد علولة. . . منذ 2003 اكتشفنا أن الرجل إضافة إلى مواهبه الفنية والإبداعية يتمتع بقدرة عالية على التسيير، وعلى الصبر وبعد النظر والتفاعل الايجابي مع القضايا المطروحة، بحكمة الشيوخ وحيوية الشباب، الذين فتح لهم أبواب المسرح الوطني وفضاءات المهرجان المحترف، ليبني جسورا بين جيله وجيل الاستقلال خدمة لاستمرارية الفعل المسرحي. بقي بن قطاف الممثل والفنان والمثقف في كل مرة يؤكد على ضرورة التكوين كشرط لتطوير الحركة المسرحية في الجزائر.