انتقلت إلى رحمة الله مساء أول أمس الممثلة المسرحية القديرة عجوري عائشة المعروفة في الساحة الفنية باسم الفنانة ''كلثوم'' عن عمر يناهز التسعين عاما. وقد تم نقل جثمان الفقيدة إلى مقر سكناها الفني بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي لإلقاء النظرة الأخيرة عليها. حيث تم تشييع جنازة المرحومة أمس بحضور نخبة من أصدقاء وتلاميذ الفقيدة في مقبرة سيدي امحمد حيث ووري جثمانها الثرى. وقد كانت المرحومة ''كلثوم'' أول امرأة جزائرية تعتلي ركح المسرح، واقترن اسمها بأعمال راسخة في ذاكرة الفن الرابع إلى جانب عميد المسرح محيي الدين بشطارزي الذي اقترح عليها اقتحام هذا الفن. السيدة الفنانة -عجوري عائشة -الشهيرة بكلثوم من مواليد ,1920 ولجت بحر الفن مبكرة في سن الثالثة عشرة كفنانة راقصة احتضنتها إحدى الفرق التونسية، غير أن سحر الخشبة جلبها إلى فرقة بشطارزي بعد ثلاث سنوات عندما انضمت إلى فرقة المسرح العربي التابعة لقاعة الأوبرا التي أغلقت في .1955 غداة الاستقلال التحقت كلثوم بالمسرح الوطني وأبدعت في المسرحية التاريخية الشهيرة ''أبناء القصبة'' مع الفنان القدير مصطفى كاتب والكاتب المتميز عبد الحليم رايس، ثم قدمت ''حسان طيرو'' مع الراحل رويشد، إلى جانب أعمال أخرى عديدة جمعتها بأكبر أسماء الفن الجزائرية على رأسهم سيد أحمد أقومي، حاج إسماعيل، يحيى بن مبروك وسيد علي كويرات وغيرهم. ومن أبرز الأعمال المسرحية التي قدمتها المرحومة كلثوم طيلة مسيرتها الفنية مسرحية ''وردة حمراء من أجلي'' للفنان علال المحب، ''السلطان الحائر'' مع علولة''، ديوان القراقوز'' لولد عبد الرحمن كاكي، ''سكة السلامة'' لسعد أردش، إلى مسرحية ''المتعصبون'' للمخرج حاج عمر رفقة الأستاذ أمحمد بن قطاف الذي التقته في آخر عمل لها في بطولة مسرحية ''عفريت''، ثم ''بيت بارنا ردا ألبا''، التي دخلتها رفقة الفنانة نورية، دليلة حليلو وأخريات. السيدة كلثوم حققت لنفسها أيضا الوجود الذهبي في السينما عبر أفلام ''ريح الأوراس''، ''حسان طيرو'' وفيلم ''ديسمبر'' إلى ''رائعة وقائع سنين الجمر'' مع عملاق السينما الجزائرية محمد لخضر حمينة. تألق السيدة الطيبة وحسها الفني مكنها من شغل القلوب وتم تكريمها سنة 1984 في مهرجان الفيلم العربي بباريس، تكريم أضيف إلى رصيدها واستحقت لقب عميدة المسرح الجزائري.