أكد وزير الخارجية الفرنسي في رد عن سؤال حول طبيعة تصرف الحكومة الجزائرية في أزمة مالي خاصة من الناحية العسكرية أن "الجواب يعود للجزائر وأريد الإلحاح على مدى مثالية سلوك الجزائريين في نزاع مالي. وقال فابيوس أمس خلال رده عن أسئلة النائب ألان توري في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية، أن الجزائريين "أنفسهم كانوا قد تضرّروا ضررا بليغا من الإرهاب وهم يدركون معنى ذلك، فبإغلاقهم الحدود، كما فعلوا، وباتخاذهم سلسلة من الإجراءات، يساعدون على الانتصار على المجموعات الإرهابية في مالي". وتدخل النائب ألان توري متطرقا إلى مسألة سماح الحكومة الجزائرية للجيش الفرنسي استعمال المجال الجوي لضرب معاقل المجموعات الإرهابية في شمال مالي، مشيرا إلى أن "الجزائر خرجت من أزمة دموية دامت أكثر من 10 سنوات وقط فيها أزيد من 200 ألف قتيل، وقد هاجر منها المثقفون وهي الآن تريد المضي قدما نحو الأمام". فيما اعتبر لوران فابيوس أن "العلاقات بين الجزائروفرنسا ممتازة"، وشدد أن جوا من الثقة يسود العلاقات بين البلدين، وذلك تعليقا على انشغال ألان توري حيال العلاقات الجزائرية الفرنسية بعد الزيارة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولند إلى الجزائر، ديسمبر الماضي . وموازاة مع ذلك كشفت مصادر دبلوماسية أن فريق عمل فرنسي سيحل بالجزائر قريبا، لبحث إمكانية منح امتيازات إضافية في منح التأشيرات لشرائح معينة كالأطباء والمهندسين والمحامين والمقاولين تنفيذا لتوصيات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب زيارته إلى الجزائر ديسمبر الفارط. قالت ذات المصادر أنه تم تحديد الفئات التي تحظى بامتيازات إضافية في الحصول على التأشيرة، والتي ذكرت سالفا، ويتزامن ذلك مع إنشغال عبر عنه النائب ألان توري عن المجموعة الديمقراطية الجمهورية، بينما وجه أسئلته لوزير الخارجية لوران فابيوس، حيث تناول توري ثلاثة مساءل أهمها، مسالة التأشيرات، حيث رد عليه فابيوس، كاشفا أن مجموعات عمل تعقد اجتماعات من أجل المضي قدما في هذا الملف، وقال فابيوس "هناك شرائح معتبرة من المجتمع الجزائري تطلب المجيء إلى فرنسا، وبالمقابل، هناك فرنسيون يودون الذهاب إلى الجزائر.. نحن بصدد دراسة هذه المسائل وأنا جد متفائل". وقال فابيوس انه كلف جين بيار رافران، بعد تجديد عهدته، بمهمة تطوير العلاقات بين الجزائروفرنسا، وذكر بان اجتماعا تم بين أعضاء لجنة مشتركة بين برلمانيي البلدين قبل بضعة أيام، وتناول البت في الملفات المطروحة، مشيرا إلى أن اجتماع اللجنة "تم في أجواء ممتازة"، على أنه "تم بوضوح تام تحديد الروح التي تود فرنساوالجزائر العمل في إطارها معا، فإن أول زيارة دولة قام بها الرئيس فرنسوا هولاند كانت إلى الجزائر". وبشأن سؤال النائب الخاص ب"ضعف الاستثمار الفرنسي في الجزائر"، رد فابيوس قائلا أن فرنسا تريد شراكة معتبرة مع الجزائر، وهناك طموحات لعديد الشركات، وان المكلف بتطوير العلاقات الثنائية جون بيير رافاران يعمل في هذا السياق، كما ذكر استثمار شركة رونوفي الجزائر بناء على الاتفاق الأخير.