سينشط وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال زيارته للجزائر يومي 15 و16 جويلية، ندوة صحفية، تخص الملفات التي سيتم تباحثها بين مسؤولي البلدين، في سياق تحضير أول زيارة رسمية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر. بإعلان الخارجية الفرنسية عن الزيارة الرسمية لرئيس الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس للجزائر يومي 15 و16 جويلية الجاري، يعود ملف العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى الواجهة مجددا، بعد فترة ركود شهدت تراجع مستوى الزيارات الرسمية بين محور الجزائر باريس واقتصاره على مسؤولين من الصف الثاني في البلدين. وتأتي أول زيارة لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ظرف تسلم فيه الاشتراكيون دفة الحكم في فرنسا بعد انهزام ساركوزي وحزبه الحركة الشعبية في رئاسيات وتشريعيات ماي وجوان الماضيين. كما تأتي الزيارة أيضا في ظل أجواء من عودة الدفء للعلاقات الجزائرية الفرنسية على الأقل من خلال التصريحات ''المتفائلة'' لمسؤولي البلدين، بحيث ظهرت نبرة جديدة في لغة الخطاب من الجانبين، في ذكرى إحياء خمسينية استقلال الجزائر وما تمثله هذه المحطة من رمزية بالنسبة للبلدين. وتجسد ذلك في تصريحات الرئيس بوتفليقة المنشورة في صحيفة ''لوموند'' أنه ''في الوقت الذي نستعد فيه لإحياء الذكرى الخمسين للاستقلال بإمكان الجزائر أن تنوه بمستوى علاقاتها المتعددة مع فرنسا''. وقال الرئيس إن ''هذه الديناميكية الجديدة التي حظيت مؤخرا بدعم السلطات العليا للبلدين ستسمح للعلاقات الجزائرية الفرنسية بتسجيل وثبة نوعية بمستوى قدرات وطموحات البلدين''. أبعد من ذلك يرى رئيس الجمهورية أنه ''يجب علينا في الوقت نفسه أن نتجاوز صعوبات الماضي''، مقترحا ضرورة ''إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي ضمن روح إعلان الجزائر الصادر يوم 2 مارس ''2003، وفي ذلك رسالة عن استعداد الجزائر لفتح صفحة جديدة مع الحاكم الجديد لقصر الإليزي. وجاء الرد سريعا من طرف الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند الذي أعرب في برقية تهنئة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة خمسينية الاستقلال، عن إرادته في تعزيز الصداقة بين الجزائروفرنسا. وقال الرئيس هولاند في برقيته ''استمعت في ندائكهم يوم 8 ماي الفارط إلى قراءة موضوعية للتاريخ بعيدا عن حروب الذاكرة والرهانات الظرفية''، مضيفا أن ''الفرنسيين والجزائريين يتقاسمون نفس المسؤوليات في قول الحقيقة التي يدينون بها لأسلافهم وشبابهم كذلك''. وأوضح الرئيس الفرنسي في برقيته بأن فرنسا ''تعتبر أن هناك اليوم مكانا من أجل نظرة حكيمة ومسؤولة نحو الماضي الاستعماري الأليم، وفي نفس الوقت التقدم بخطوة واثقة نحو المستقبل''. واستطرد قائلا: ''يتعين علينا المضي معا من أجل بناء هذه الشراكة التي ترغبون فيها''. وأكد في الأخير ''ستكون لنا قريبا الفرصة للحديث عن هذه المواضيع بطريقة مباشرة''. وتكون هذه المعطيات وراء ما ذهب إليه وزير المجاهدين الشريف عباس عندما صرح للإذاعة: ''ما أدلى به الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند حول العلاقات الجزائرية الفرنسية، من تصريحات في حملته الانتخابية (الرئاسيات الفرنسية التي جرت في ماي الماضي)، مشجعة يتوخى منها أن تضع العلاقة بين البلدين في أحسن صورها خدمة لمصحة الشعبين''. بدوره صرح السفير الفرنسي الجديد في الجزائر، السيد أندري باران، مؤخرا لدى استقباله من طرف رئيس الجمهورية، بأن الوقت قد حان لإعطاء ''دفع جديد'' و''طموح جديد'' للعلاقات الجزائرية الفرنسية وإيلائها الزخم وكذا الجدية والحركية التي تتطلبها''، وهي معطيات تؤشر عن بداية انقشاع الغيوم عن سماء محور الجزائر وباريس وإمكانية أن تعطي زيارة الرئيس الفرنسي، على ضوء الملفات التي سيتم فتحها، حرارة جديدة للعلاقات الثنائية.