تحوّل الخوف من السّمنة الى هاجس يؤرّق النساء ويسبب لهن العديد من المشاكل النفسية والصحية إضافة إلى نظرة المجتمع السلبية التي تلاحقهن. مريم.ع تمثل السّمنة شبحا مخيفا يطارد حياة كلّ امرأة في أيّ مرحلة عمرية من حياتها، وتسعى العديد من النساء إلى الحصول على الرشاقة والمحافظة على الوزن المثالي مستخدمات وسائل وأساليب عديدة خوفا من البدانة التي أصبحت وصمة تطاردهن، هذا إضافة إلى نظرة المجتمع لأي سيدة بدينة، فضلا عما تجلبه السمنة من متاعب صحية متعدّدة. ..المشكلة قائمة والوسائل لا تنجح دائما وتقول (زهية.ب) ربة منزل" "إنّ البدانة كانت بالنسبة لي مشكلة قبل الزواج إلا أنّها لم تكن تسبّب القلق نفسه الذي أحدثته بعد زواجي، حيث تسبّبت زيادة الدهون في عدم الإنجاب وهو ما جعلني أسرع إلى إنقاص وزني قدر الإمكان من خلال نصائح الطبيب، حيث بدأت بممارسة الرياضة وعمل ريجيم قاس أحسست بعدها بالرشاقة رغم أنني لم أنقص سوى 10 كغ." أما (منال.س) فتقول "البدانة سبّبت لي مشاكلا كثيرة أهمّها عدم القدرة على المشي مع وجود ألم مستمر في الفقرات القطنية، وحدوث انزلاق غضروفي، فاتجهت إلى أحد مراكز الرشاقة لإنقاص وزني من خلال التمرينات الرياضية والأجهزة الحديثة". وتضيف "لجأت أيضًا إلى العلاج بالإبر الصينية والمشروبات التي تساعد على التخسيس وإنقاص الوزن في زمن وجيز، إلا أنّ المتاعب الصحية زادت فذهبت إلى طبيب مختص نصحني بالابتعاد عن تلك الوسائل لما لها من آثار جانبية خطيرة، وحدّد لي نظامًا غذائيًّا معيّنًا، ونصحني بممارسة الرياضة بشكل مستمر حتى نجحت في إنقاص وزني 15 كغ". كما تؤكّد (بتول.ح) أنّ من أهم المشكلات التي تواجه الفتاة المقبلة على الزواج هي البدانة، حيث ينفر الرجل منها لأنّه يبحث دائمًا عن الفتاة الرشيقة، لذلك نجد أنّ كثيرًا من الفتيات البدينات قمن بإنقاص وزنهن رغم جمالهن. وعن رأي الرجال في المرأة البدينة يقول (جمال.م) "أستاذ" "إنّ المرأة في نظري هي التي تمتلئ بالحيوية والنشاط وسرعة الحركة، إضافة إلى أنّ الرشاقة تجعل المرأة جميلة وأنيقة، بينما تفقدها السمنة كلّ هذه الأشياء فتتسم بالحركة البطيئة والكسل والخمول، وعندما فكرت في اختيار شريكة حياتي كانت الرشاقة أحد أهم شروطي". .. النساء أكثر عرضة للسمنة مقارنة بالرجال يقول الدكتور سمير بوطابة مختص في علاج السمنة والبدانة " لو حاولنا القيام باستعراض موجز للعوامل المؤدية للسمنة والمؤثرة فيها نجدها تتركز في ثلاثة عوامل يأتي في مقدمتها عامل الجنس، فقد لُوحظ أن النساء بشكل خاص هن الأكثر عرضة للإصابة بالسّمنة لأسباب هرمونية ونفسية، أما العامل الثاني فيرجع إلى السنّ، حيث لاحظ الباحثون أن نسبة السمنة ترتفع لدى فئات الأعمار التي تتعدى الثلاثين، إضافة إلى أن الوزن المثالي نفسه يزداد بازدياد العمر، ويأتي الغذاء كعامل ثالث في إحداث السمنة فنجدها تزداد في المجتمعات التي تعتمد على السكريات كأساس لغذائها تليها المجتمعات التي تعتمد على النشويات والدهون". ويضيف "السمنة دليل على اضطراب التوازن الغذائي، وعدم حصول الجسم على حاجاته الغذائية بشكل متناسق، وتقسم السمنة إلى سمنة مبكرة وهي التي تحدث قبل سن العشرين، وتسمى بالنموالمبالغ، وسمنة متأخرة تحدث بعد سن العشرين وفيها يكون عدد الخلايا الدهنية طبيعيًّا، إلا أنها تكون ضخمة بحيث يصل حجمها إلى 100 ميكرون في حين أن الحجم العادي للخلية الدهنية لا يزيد عن ال20 أو30 ميكرونا، وهذا النوع من السمنة يتركز عادة حول البطن وهو أسهل في علاجه من النوع السابق". ..السمنة سبب عديد من الأمراض فاحذروها وعن مخاطر السمنة، يؤكد د. جمال برناوي مختص في الأمراض الباطنية والقلب، أنّ للسمنة آثارًا سلبية على الجسم، فقد تسبّب اضطرابات الأيض والقلب والشرايين وأمراض السكر وضغط الدم وتآكل المفاصل وترسيب الدهون على الكبد وحصوات المرارة وارتفاع نسبة الدهون في الدم وما ينتج عن ذلك من مضاعفات، إضافة إلى أنها تحد من القدرة على بذل المجهود مما يلقي عبئًا ثقيلًا على مختلف أجهزة الجسم وخصوصًا الجهاز الدوري والتنفسي والعمود الفقري والمفاصل. ويضيف "إن السمنة تؤدي إلى زيادة نسبة حمض البوليك في الدم، وإذا ترسب في الكليتين يسبب آلامًا في مجرى البول أوحدوث حصوة بالكلية أوالحالب، أما إذا ترسب في المفاصل فيحدث ما يسمى بالنقرس أوداء الملوك". رأي علم النفس: البدانة تسبب الانطواء .. العزلة والانتحار ويشير المختص في علم النفس سليم زرقاوي إلى أنّ البدانة مشكلة تواجه كلّ سيدة وفتاة، وتسبب لها العديد من المشاكل النفسية من أهمها الاكتئاب والانطواء، إضافة إلى أن نظرة المجتمع خاصة المجتمع الذكوري لأي امرأة بدينة تشعرها بأنها قبيحة أوغير مرغوب فيها، وينتج عن ذلك فقدان الثقة بنفسها وميلها نحو الانطواء والعزلة، بل هناك بعض النسوة اللاتي حاولن الانتحار نتيجة التعليقات الساخرة الصادرة عن بعض المحيطين بهم، لذلك فالعلاج النفسي يعمل في هذه الحالة على مساعدتهن في عودة الثقة". ...سيدات يحوّلن منازلهن الى صالات للرياضة خصصت العديد من السيّدات غرفة أوصالة في منازلهن لوضع عدد من أجهزة الرياضة الخاصة بالرشاقة وذلك لاستقبال المشتركات اللاتي يرغبن في استخدام هذه الأجهزة الخاصة لتخفيف الوزن عبر إتباع حمية غذائية معينة وذلك مقابل رسوم شهرية تضعها صاحبة الغرفة الرياضية. سألنا (آمال.ك) صاحبة صالة للرياضة فقالت: لقد هيأت مكانا مناسبا وكان غرفة قريبة من الباب الخارجي للمنزل ووضعت بها العديد من الأجهزة الرياضية الخاصة بتخفيف الوزن، وبعد ذلك بدأت بطباعة أوراق خاصة كنوع من الدعاية كتبت عليها سعر الدورة لمن تريد الاشتراك وهي ب 3000 شهرياً لمدّة ساعتين يومياً استقبل من خلالها المشتركات وأهيئ لهن بعض الوجبات الخفيفة في منزلي مقابل أسعار بسيطة وقت تواجدهن لممارسة الرياضة، والحمد لله حالياً لديا عدد من المشتركات يأتين لغرفة الرياضة يومياً، ويقضين وقتا جدياً لممارسة الرياضة في مكان شبه مناسب. وأيضاً ترى المدربة الرياضية سليمة الفكرة قائلة: لقد كنت مدربة بأحد النوادي النسائية وعندما انتقلت بدأت أفكّر بهذا المشروع الذي يجعلني قريبة من أولادي ومنزلي وخلال شهرين عملت على تخصيص صالة في الدور العلوي من منزلي، ومن ثم قمت بشراء أجهزة رياضية، بمبلغ يقارب 150 مليون سنتيم لتكون صالة جيدة وتفي بالغرض المطلوب باحتوائها أبرز الأجهزة المهمة، ومن ثم بدأت بطباعة بطاقات خاصة بي وحاولت توزيعها على جميع الراغبات في البدء بالدورة التي أخصصها مع المشتركات حيث أني لا أهيئ فقط المكان المناسب للمشتركات بل وأقوم بتدريبهن على ممارسة تمارين رياضية تساعدهن فالسيدات لا يحتجن الأجهزة وحدها بل يحتجن أيضاً لمن يساعدهن ويعلمهن التمارين الصحيحة لتخفيف الوزن. وعن رأي المشتركات في هذه الصالات تقول مليكة ربة منزل لقد أمضيت ثلاثة شهور مشتركة بإحدى الصالات الرياضية التي تمارس العمل بطريقة غير قانونية بالمنازل لأنه لا يوجد نوادٍي بمنطقتنا ونحن السيّدات بحاجة لممارسة الرياضة ليس فقط لتخفيف الوزن، بل للعضلات والترويح عن النفس. وتقول الفتاة الجامعية (منيرة.س) لقد وجدت ورقة داخل أحد المستوصفات ظننتها لمعلمة خصوصية ولكن عند قراءتي لها بتمعن أدركت من خلالها أنّها دعاية لاشتراك بصالة رياضية بمنزل إحدى السيدات ومكتوب بها رسوم الاشتراك، وفي البداية رفض أهلي ذهابي ولكن بعد ذهاب والدتي معي واشتراكها معي وجدت أنّ الصالة مهيأة بالأجهزة الرياضية وأدركت أنّ هذا المشروع ناجح ويوجد عليه إقبال كبير من قبل السيدات والفتيات أيضاً. ..كسل المرأة عن القيام بواجباتها المنزلية يعرضها للبدانة توصلت دراسة طبية إلى أن تكاسل المرأة عن انجاز الأعمال المنزلية وأرجائها لساعات طويلة وإغفالها في البعض الآخر يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالبدانة بالمقارنة بالسيدات اللاتى يحرصن على الانتظام في القيام بأعمالهن المنزلية. وأوضح الباحثون أن الأمريكيات خلال عام 2010 قضين أكثر من نصف الوقت الذي قضاه السيدات خلال عام 1965 في القيام بأعمالهن المنزلية في الوقت الذي كانوا أكثر وزنا بالمقارنة بالسيدات قديما. كان الباحثون قد عكفوا على تحليل السجلات الخاصة بنشاط مجموعة من السيدات في منازلهن من عام 1965 ووجدوا أنهن أنفقن حوالي 25,7 ساعة أسبوعيا في القيام بالأعمال المنزلية في مقابل 13,3 ساعة في الأسبوع للسيدات خلال عام 2010. وحلل الباحثون التأثيرات الايجابية لعدد من الأنشطة على صحة وقوام المرأة مثل ممارسة الرياضة في الصالات الرياضية والتنزه مع حيوان أليف والقيام بأعمال منزلية إلا أنه وجد أن الأعمال المنزلية هي من أهم الأنشطة التي تساعد في الحفاظ على قوام المرأة.