تشارك المخرجة جميلة صحراوي في مهرجان سينمائي يحتفي بالمخرجات العربيات بلندن ، حيث يعرض المهرجان مجموعة من قصص الحب منها قصة صبي يتوق للعودة إلى منزله وقصة أم حزينة على ابنها وأم أخرى تعتني بوالدها المريض. والقاسم المشترك الوحيد بين هذه القصص هو أنها تقدم من خلال أفلام لمخرجات عربيات. ويسلط مهرجان "منظور عين الطائر" الذي يحتفي بالأعمال السينمائية النسائية الضوء هذا العام على المنطقة العربية. وكانت المشاركة في مهرجان يركز على أعمال المخرجات العربيات سابقة جديدة لبعض تلك الفنانات. وقالت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر "حضرت الكثير من المهرجانات السينمائية العربية وذهبت إلى الكثير من مهرجانات السينما النسائية لكن لم أشارك قط في مهرجان لسينما المرأة العربية. لذلك من الجيد حقا أن يوجد الكثير من النساء هنا لا يعرضن أفلاما في المهرجان بالضرورة وإنما وجهت إليهن الدعوة للمشاركة في النشاطات كلها وهذا أمر رائع بالفعل". ويحكي فيلم "لما شفتك" لآن ماري الذي افتتح به المهرجان الأربعاء الماضي قصة صاغها الصراع في مسقط رأسها بالأراضي الفلسطينية. وقالت المخرجة في إشارة إلى تشريد آلاف الفلسطينيين بعد حرب عام 1967 "لذا ركزت على 1967 وهو عام مهم أيضا لعائلتي بشكل شخصي. لأننا فلسطينيون من بيت لحم وكان هذا هو العام الذي احتلت فيه بيت لحم". وأضافت "تغير كل شيء. غير هذه الصورة بأكملها لعائلتي. من كانوا بالخارج تقطعت بهم السبل في الخارج ومن ظلوا في الداخل عاشوا تحت الاحتلال العسكري. سمعت طوال حياتي عن 1967 وكيف كانت الأمور قبله. كانت هي العلامة التي ميزت الحياة ما قبل 1967 والحياة ما بعد 1967 ". ويحكي الفيلم قصة صبي فلسطيني في مخيم للاجئين يتوق للعودة إلى دياره وحاز الفيلم الإعجاب في العديد من المهرجانات السينمائية. وأعجب جمهور المهرجان أيضا بفيلم (لما شفتك). وقال رجل من الجمهور "استمتعت كثيرا بتناول الفيلم لحياة طفل وليس القضايا السياسية العادية التي تناقش في أفلام مثل هذا". وكان فيلم آن ماري جاسر السابق "ملح البحر" أول فيلم روائي طويل لمخرجة فلسطينية. وقالت المخرجة "نحن نسوة ونحن عربيات ولكن لن تجد فكرة مشتركة أو أسلوب مشترك بين الأفلام في المهرجان". وتشارك في المهرجان خمسة أفلام روائية طويلة وتسعة أفلام وثائقية والعديد من الأفلام القصيرة. ويقول المسؤولون عن المهرجان إن الكثير من المواهب الجديدة ظهرت في المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية. وقالت كيت جيروفا مديرة المهرجان "هناك توسع حقيقي في الأعمال من هذه المنطقة في السنوات القليلة الماضية من مجموعة مختلفة من المخرجين ولان هناك أكثر من جهة تمثل المخرجات. إنهن يفزن بجوائز في مهرجانات مرموقة. لذا هناك ثروة من الأعمال أردنا الاحتفال بها". وأضافت أن اختيار الأفلام سيتيح للجمهور التعرف على منطقة يعرفها الكثيرون من نشرات الأخبار فقط. وقالت "معرفتي بالمنطقة العربية ترجع كثيرا إلى التقارير الصحفية على سبيل المثال. يتيح هذا المهرجان لك لقاء أشخاص على الشاشة ربما لن تقابلهم أبدا في الحياة. أعتقد أنه سيصل إلى عقول وقلوب الناس". وقال أفراد من جمهور المهرجان إنهم يتشوقون لمشاهدة الأفلام. وقال رجل من الجمهور يدعى اندرو "يمر الشرق الأوسط بفترة حرجة وأعتقد أن الإبداع يمكن أن يزدهر فيه مقارنة بآخر عشرين أو ثلاثين عاما. لذا أنا متحمس لمشاهدة ما لديه ليقدمه". وقالت امرأة من الحضور تدعى ماري كوبر «أنا مهتمة بالفعل بالشرق الأوسط. أتمنى أن أسافر إلى فلسطين في أكتوبر لبضعة شهور. نعم أنا مهتمة بالمنطقة وأعتقد أن دعم المخرجات قضية رائعة». ويستمر المهرجان حتى الخميس المقبل وينتهي بإعلان الجوائز.وتعرض أفلام لمخرجات من الجزائر ومصر والمغرب في المهرجان.