قال المختص النفسي بولقرع مخلوف أنّ هناك اختلاطات نفسية اجتماعية هامة وخطيرة تهدد الأطفال والمراهقين المصابين بالبدانة. فهي تؤثر على علاقتهم مع الأصدقاء فالطفل عندما ينتقل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة تتغير طريقة تفكيره بصورة واضحة فيحاول كسب رضا وإعجاب الأهل والأصدقاء خاصة، فيولي اهتماما كبيرا لمظهره الخارجي والجمالي، بل يصبح يقارن بينه وبين أصدقائه في الشكل الظاهري الذي يأخذ اهتمامه. وأضاف المختص في اتصال بالحياة العربية، أنّ الأطفال البدينين خاصة المراهقين منهم يتعرضون للتهجّم من قبل رفاقهم خصوصا في المدرسة مثل السخرية والتعدي الجسدي والإهمال، كل هذا يجعل المراهق البدين أكثر عزلة، أكثر قلقا وابتعادا عن الأصدقاء وأكثر حساسية تجاه الآخرين، وبالتالي يصبح تدريجيا منسحبا من المجتمع، وناقص الثقة بنفسه وربما يفقدها تماما، وتظهر بعد ذلك اضطرابات الشعور كالاكتئاب والقلق، وبالتالي زيادة الفعاليات الراكدة التي تزيد وتفاقم البدانة ومن ثم يدخل المراهق في حلقة مفرغة. كما أنّ من أسباب السمنة إهمال الأم لأطفالها وهذا ما يحدث خلل في نفسية الطفل، فيتطور هذا الخلل إلى قلق واكتئاب يشعر الطفل فيه بنقص حنان يعوّضه بالأكل المفرط بدون شبع، فغياب الأمّ يشكّل خطر على نفسية الطفل خاصة لما يصل إلى مرحلة البلوغ. وأكّد المتحدّث أنه غالبا ما يتعرّض المراهق والطفل البدين إلى السخرية النابعة من المحيطين به كالأصدقاء في المدرسة، الإخوة، الأقرباء، وقد يكون الوالدين نفسهما منبع النقد، وهنا تتزعزع الثقة بالنفس عند الأطفال والمراهقين البدينين حيث تترافق البدانة بتقدير سلبي خاطئ لقدرة الطفل والمراهق بخصوص الجهد الحركي، لأن تزداد المشكلة عند المراهق بسبب التركيز على الشكل الخارجي وربطه بالقدرات العامة. كما حثّ المختص النفسي على أهمية التوازن في الأكل وفقا للهرم الغذائي، وتوزيع الأكل خلال اليوم، واعتماد الوصفات الصحية، والحرص على تنفيذ نظام رياضي الذي يعد ضروري جدا في الحياة وتوازن الجسم.