أصبحت جل النساء في وقتنا الحالي يسعين لتخفيف الوزن وأضحى الحصول على جسم رشيق وبكل المقاييس هو هاجسهن الوحيد، ولم يعد مهما بالنسبة لهن التضحية بالوجبات الشهية المفضلة على معدتهن طالما أن ذلك يسمح لهن بالتباهي والتمتع بلياقة بدنية، فبمجرد أن يلاحظن انحراف مؤشر الميزان نحو الأمام حتى يبدأن في الاجتهاد والبحث عن الطرق السريعة التي تخلصهن البدانة. لم يعد الحصول على جسم رشيق في وقتنا هذا من أولويات الشابات فقط اللواتي يحاولن مسايرة الموضة ومواكبة آخر صيحات العالم الأوروبي من خلال تقليد مظاهر النساء هنالك اللواتي رفضن أية زيادة في الوزن من شأنها أن تشوه أجسامهن، إلا أن هذه العقلية في مجتمعنا الجزائري لم تعد مقتصرة على المراهقات وصاحبات العقد العشرين وإنما انتقلت عدوى الجاذبية إلى باقي الفئات العمرية من السيدات، حيث أصبحت تلك الأفكار الشبانية تراودهن ويتحمسن لأن يحصلن على أحدث الوصفات التي تساعدهن على التقليص من الدهون التي تعيق عملية تنقلهن وخاصة ارتداء الملابس. فبسبب التصاميم التي اكتسحت الأسواق الجزائرية مؤخرا والتي لا تناسب إلا الشابات وانعدام المقاييس كبيرة الحجم، فإن ذلك ولد لدى بعض البدينات عقدة وتحول مجمل اهتمامهن إلى اقتناء الأدوية والأعشاب وحتى القيام ببعض التمارين الرياضية من أجل استعادة الوزن الأصلي. ممارسة الرياضة وتجنب السكريات الحل عند بعض النساء حسب تعليمات الأخصائيين في التغذية، فإن مشكلة البدانة الذي تعاني منه العديد من النساء في الجزائر كثيرا ما تعود أسبابه الرئيسية إلى الإكثار من تناول أصناف من العناصر الغذائية التي تتراكم وتحدث تزايدا في عدد الدهون التي تؤدي وبفعل تكرار استهلاكها والإفراط في الكمية إلى ظهور بعض الكيلوغرامات غير المحببة عند الجنس اللطيف، لما في ذلك من نظرة سلبية على صاحبات الوزن الثقيل اللواتي يصطدمن بجدار من السخرية حيث كثيرا ما يشار إليهن على أنهن يأكلن بشراهة. وبناء على ذلك وحرصا على الحصول على ذلك الجسم المتكامل والجميل، فإن بعضهن يفضلن ممارسة التمارين الرياضية معتبرات ذلك الحل الأسلم كونه لا يخلق أضرارا صحية ولا يترك أعراضا جانبية سيئة، وهو ما يتم عن طريق تسجيل أنفسهن في قاعات للرياضة حيث يدفعن المال بسخاء في سبيل التقليص من أوزانهن الزائدة، كما تقوم بعض السيدات باقتناء تلك المعدات الرياضية مباشرة من المحلات المختصة بذلك وتمارس التمارين دون أن تضطر للتنقل أو مغادرة البيت، فبوجودها فإنهن يحرصن على تخصيص حيز من الزمن فيشرعن في تعويد أنفسهن على تلك الحركات التي تساعدهن على القضاء على الكتل المترسبة من الدهون. ويختلف نوع التجهيزات التي يشترينها حسب الإمكانات المتوفرة لديهن نظرا للأسعار المرتفعة التي تميزها فهناك الدراجة الآلية وكذلك السجاد. وفي هذا الشأن أكدت لنا السيدة ''هدى'' بأنها حاولت عدة مرات وبكل الطرق التي أرشدها إليها الأهل والأصدقاء بهدف التخلص من بدانتها لكن ذلك كان دون جدوى، فبعد كل تلك المحاولات كانت دائما تزيد في الوزن. وبعد ذلك قررت أن تقتني الدراجة الآلية وصارت تواظب على ممارسة التمارين الرياضية وهي في البيت، وقد استطاعت أن تفقد وفي ظرف شهر 2 كلغ بفضل إصرارها واجتهادها في استعمال تلك الدراجة مرتين في اليومين وبفضل تلك التمارين أصبحت أكثر مرونة ولياقة. ونفس الأمر ينطبق على السيدة ''فايزة'' التي تعاني من مشكلة في انتفاخ البطن، وهو ما يثير اشمئزازها وعليه فقد قررت شراء نوع من السجادات الرياضية يعمل بطريقة أوتوماتيكية ومن شأنه أن يخلص النساء اللواتي يعانين من ''الكرش'' بسهولة منه بشرط المواظبة على القيام بالتمارين والحركات. كما تبحث بعض السيدات عن طرق أقل تكلفة للقضاء على معاناتهن مع الوزن الكبير خاصة وأنهن على علم بالأسباب التي تقف وراء ذلك، وبالتالي يشرعن في اتباع نظام من الحمية القاسية لدرجة أن يحرمن أنفسهن من أكلاتهن المفضلة ومثل ذلك السكريات والدسم الموجودة بكثرة في الحلويات والمشروبات الغازية التي يدمن عليها الجزائريين بكثرة، وعلى هذا الأساس ينطلقن في ''ريجيم'' لا يتكون إلا من أغذية طاقوية خالية من التي تتسبب في السمنة. وفي هذا الصدد تضيف لنا ''ليندة'' بأنها منذ بدأت تلاحظ بأن وزنها قد ارتفع بصفة كبيرة حتى صارت تمتنع عن تناول كل المرطبات وأصناف السكريات، خوفا من أن تصبح بدينة وتحول طعامها اليومي إلى خضر طازجة وفواكه فقط.