قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس سحب عفوه عن اسباني حكم عليه القضاء بالسجن 30 عاما بعد إدانته باغتصاب 11 طفلا مغربيا، في خطوة "استثنائية" لتهدئة احتجاجات واسعة عمت البلاد بعد الإفراج عن المعفي عنه ومغادرته الأراضي المغربية، في وقت ما زال مراهق جزائري اسمه إسلام خوالد متهم باغتصاب صبي مغربي وراء القضبان، وهو بريء مما نسب إليه. ومنتظر أن تطلب السلطات المغربية من نظيرتها الاسبانية إلقاء القبض على المعفي عنه، الذي غادر الأراضي المغربية إلى اسبانيا. وقال السفير الاسباني في المغرب البرتو نافارو لصحيفة "الباييس" ان البلاغ الملكي المغربي "يمهد الطريق" أمام طلب تتقدم به الرباط إلى مدريد لكي يقضي المعفي عنه مدة العقوبة المتبقية له، أي 28 عاما، في السجن في اسبانيا. وقال الديوان الملكي في بيان نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية ان الملك محمد السادس "قرر سحب العفو الملكي الذي سبق وأن استفاد منه المسمى دانييل كالفان فيينا الإسباني الجنسية"، موضحا أن "هذا السحب الاستثنائي نظرا لخطورة الجرائم التي اقترفها المعني بالأمر، واحتراما لحقوق الضحايا". وكان السجين فيينا أدين باغتصاب 11 طفلا مغربيا تتراوح اعمارهم بين 4 و15 عاما. واثار الافراج عن المدان الاسباني غضبا عارما واحتجاجات واسعة في البلاد لا تنفك رقعتها تتسع. وعلى ما يبدو فان الإعلان عن قرار سحب العفو لم يهدئ غضب الشارع في الحال. ومساء الأحد تظاهر المئات في القنيطرة، المدينة التي أقام بها المدان الاسباني وسجن فيها أيضا. ويعتزم المحتجون الاستمرار في تحركهم وقد دعوا إلى تظاهرات جديدة في الدار البيضاءوالرباط الاسبوع المقبل. ونظمت تجمعات أخرى في شمال المملكة في طنجة وتطوان وقامت الشرطة ايضا بتفريقها بالقوة. وفي جوان تظاهر مئات المغربيين في الدار البيضاء لادانة العنف ضد الاطفال في المغرب. وفي 20 جوان اعتقلت الشرطة بريطانيا يشتبه بتحرشه جنسيا باطفال بعد ان سمع سكان صراخ فتاة في السادسة من العمر قام بخطفها. وفي ماي قضت محكمة في الدار البيضاء بسجن فرنسي في الستين من العمر 12 عاما بعد إدانته بالتحرش جنسيا بأطفال.