أكدت عتيقة المعمري رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة على ضرورة تكييف القوانين المتعلقة بالأشخاص المعوقين مع الاتفاقية الدولية لترقية وحماية المعوقين التي صدرت في 2009، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة تسهل إدماج المعاق داخل الحياة الاجتماعية العادية ،كاشفة عن تسجيل ما يقارب 39 الف رضيع معاق سنويا نتيجة لحوادث أثناء فترة الحمل وبعد الولادة. ====لطيفة مروان === أرجعت عتيقة المعمري رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة السبب الرئيسي في إرتفاع عدد المعاقين إلى حوادث المرور، لاسيما بعد أن احتلت الجزائر المرتبة الأولى في عدد حوادث المرور، موجهة أصابع الاتهام الى بعض القابلات التي تنقصهم الخبرة ويتسببون في إعاقات الرضع خاصة بالمناطق النائية، كاشفة عن تسجيل 39 ألف رضيع معاق سنويا بسبب حوادث أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة، حيث كان من الممكن تفادي إعاقتهم من خلال توفير الوسائل اللازمة، مؤكدة في هذا الإطار على ضرورة وضع برنامج وقائي وعلاجي يحمي الأم والطفل معا وتمكين المعاقين الحصول على تجهيزات ذات نوعية تستجيب لتطلعاتهم، مؤكدة أن جمعيتها تناضل من أجل تمكين المعاقين من اختيار تجهيزاتهم التي هي محتكرة على متعامل واحد، وشددت المتحدثة على أهمية إيجاد صيغة عامة من أجل التكفل بفئة المعاقين. وأشارت عتيقة المعمري في خضم حديثها إلى أن وزارة التضامن سبق وان بادرت بوضع برنامج لمساعدة الجمعيات على إقامة مشاريع للتكفل ومتابعة تمدرس الأشخاص المعوقين بما في ذلك إنشاء مراكز انتقالية ترافق الطفل المعوق وتحضيره للالتحاق بالمدارس العادية، إلا أن تلك المدارس المتخصصة لا تساعد بشكل فعلي لإدماج المعوق اجتماعيا. وفي إطار التكفل بهذه الفئة أيضا، أكدت رئيسة الجمعية أن جمعيتها ماضية قدما لتطبيق برنامجها الذي يهدف إلى إدماج هذه الفئة ومساعدتها على تخطي أهم عقبة يوجهها المعاق وهي عقبة التهميش، فليس من المعقول حسب المتحدثة أن تكون الإعاقة سببا في تهميش شريحة مهمة من المجتمع، مطالبة بضرورة إدماج دوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع كما أوضحت المتحدثة ذاتها أن عملها في الميدان مع هذه الشريحة جعلها تتعرف على هذه الفئة عن قرب، وإدراك ما تعانيه من نقص التكفل، وهو الشيء الذي دفعها للتفكير في إنشاء جمعية تتكفل بهده الفئة وعن إسهامات جمعيتها، ودورها في التكفل بالفئة أوضحت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، أن الجمعية تهتم بالنشاطات الفنية ذات الأبعاد العلاجية وذلك من خلال النشاطات المسرحية، الموسيقى، الفن التشكيلي، فهذه الفضاءات ما هي إلا وسيلة لمساعدة المعاق على التعود على استخدام وتوظيف حواسه الخمسة، ومختلف أعضاء جسمه، فهي تدق على حواس الشخص بطريقة ترفيهية، وتضيف المتحدثة أن التجربة أثبتت أن هذه الطريقة العلاجية تعطي نتائج جد إيجابية، بالنسبة للأشخاص المعوقين، داعيا إلى تكثيف الجهود بين المجتمع المدني والحركة الجمعوية للخروج بهذه الفئة من العزلة والتهميش الذي تعانيه، وكذا تحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين التربوي، الترفيهي والعلاجي. كما اعربت عن اسفها للوضع الذي يعيشه ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الجزائري، والذي وصفتها ب"السيء"، وتضيف "المعوق في الجزائر إن لم يكن من عائلة ميسورة الحال فإنه سيضيع"، كما أكدت أنها تسعى من خلال جمعيتها تقديم يد المساعدة لهذه الفئة، كما أنها أعلنت في العديد من المناسبات أن أهم عقبة تواجه المعاق اليوم هي مشكل التشغيل، حيث يوجد قدر كافي من الاهتمام بمجال التكوين والتعليم، في حين هناك إغفال لجانب التوظيف بالنسبة لهذه الفئة. وعبرت عن رفضها التام لتلك النظرة التي يرشق بها المجتمع فئة دوي الاحتياجات الخاصة، من خلال اعتبارهم أشخاصا مساكين ليس بوسعهم سوى الأكل والنوم، مؤكدة أن ما لمسته عند هذه الشريحة من قدرة على التحمل، والتحدي والعطاء تفوق قدرة الأشخاص الآخرين. أوضحت المتحدثة أن إدماج المعاق يكون أولا في الحياة الاجتماعية، من خلال تغيير النظرة السلبية للمعاق على أنه شخص عاجز وإنما النظر إلى كفاءته وقدراته، ثم في الحياة الاقتصادية بمساعدته في الحصول على عمل، كون المعاق في بلادنا يعاني من التمييز خاصة في الظروف القاسية التي تمس كل الفئات، وإن فئة المعاقين هي الأكثر تضررا منها. وفي السياق ذاته، ذكرت المعمري بوعود وزارة الوصية برفع القيمة الحالية للمنحة التي لم تطبق لحد اليوم، ليبقى المعاق يحلم برفعها إلى القيمة التي تلبي احتياجاته اليومية، خاصة أن اغلب المعاقين حركيا لا يعملون ولا دخل لهم سوى تلك المنحة. وفي انتظار إيجاد سياسة شاملة للتكفل بفئة المعوقين، تقول المتحدثة إن فيدرالية جمعيات المعوقين حركيا تسعى إلى توسيع آفاقها من خلال فتح أبوابها للمواطنين في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة