أجمع الأطراف المساهمون في دعم فئة دوي الاحتياجات الخاصة، ممن تحدثت إليهم جريدة "المستقبل العربي"، على هامش الحفل الذي نظمته جمعية "التحدي" عشية اليوم العالمي لدوي الاحتياجات الخاصة، على ضرورة الالتفات لهذه الشريحة التي تعاني التهميش داخل المجتمع الجزائري، نظرا للإمكانيات والطاقات الكبيرة التي تمتلكها والتي تتجلى من خلال ما تقدمه من إبداعات في الكثير من المناسبات، مركزين على ضرورة دمج هذه الفئة في قطاع الشغل، بتوفير مناصب تلاءم حالاتهم، وتتيح لهم الفرصة لإثبات ذاتهم. اعتبرت رئيسة جمعية "التحدي" لمساعدة دوي الاحتياجات الخاصة دباري علجية، في حديثها لجريدة "المستقبل العربي"، أن أهم عقبة تواجه المعاق اليوم هي مشكل التشغيل، حيث يوجد قدر كافي من الاهتمام بمجال التكوين والتعليم، في حين هناك إغفال لجانب التوظيف بالنسبة لهذه الفئة، كما عبرت عن رفضها التام لتلك النظرة التي يرشق بها المجتمع فئة دوي الاحتياجات الخاصة، من خلال اعتبارهم أشخاصا مساكين ليس بوسعهم سوى الأكل والنوم، مؤكدة أن ما لمسته عند هذه الشريحة من قدرة على التحمل، والتحدي والعطاء تفوق قدرة الأشخاص الآخرين. وقد خصصت دباري الحفل الذي نظمته الجمعية، للإعلان عن مشروع ورشة للخياطة والطرز خاصة لتشغيل الفتيات الحرفيات من هذه الفئة، والتي ستنطلق مطلع سنة 2013، وذلك في محاولة منها لخلق فضاء خاص بدمج المعاقين في مجال الشغل، وهو الهدف الأول الذي تأسست من أجله الجمعية، وبحسب دباري، فإن جمعيتها الفتية التي تأسست منذ سنتين تسعى بالدرجة الأولى إلى توفير أكبر عدد من مناصب العمل للمعاقين المؤهلين بشهاداتهم، وحرفهم، سواء في الورشة التي أنشأتها، أو في باقي المجالات الأخرى، كما استغلت الحفل لتكريم كل الأطراف المساهمين في دعم المشروع ومد يد العون للجمعية في نشاطها الساعي إلى ضمان تكفل أمثل بدوي الاحتياجات الخاصة. رئيس جمعية "شمس": "النشاطات الترفيهية العلاجية لها دور كبير في دمج هذه الفئة في المجتمع" وفي إطار التكفل بهذه الفئة أيضا أكد رئيس جمعية شمس للفنون العلاجية، جمال مراحي في حديثه ل"المستقبل العربي" أن جمعية "شمس" ماضية في برنامجها الذي يهدف إلى إدماج هذه الفئة ومساعدتها على تخطي أهم عقبة يواجهها المعاق وهي عقبة التهميش، فليس من المعقول حسب المتحدث أن تكون الإعاقة سببا في تهميش شريحة مهمة من المجتمع، مطالبا بضرورة إدماج دوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. كما أوضح المتحدث أن عمله كمربي مختص لدى مديرية الشباب والرياضة، في تنظيم النشاطات الترفيهية داخل الوسط الاستشفائي الخاص بالأطفال، جعله يتعرف على هذه الفئة عن قرب، ويلمس ما تعانيه من نقص التكفل، وهو الشيء الذي دفعه للتفكير في إنشاء جمعية تتكفل بهده الفئة. وعن إسهامات جمعيته، ودورها في التكفل بالفئة أوضح جمال مراحي، أن الجمعية تهتم بالنشاطات الفنية ذات الأبعاد العلاجية وذلك من خلال النشاطات المسرحية، الموسيقى، الفن التشكيلي، فهذه الفضاءات ما هي إلا وسيلة لمساعدة المعاق على التعود على استخدام وتوظيف حواسه الخمسة، ومختلف أعضاء جسمه، فهي تدق على حواس الشخص بطريقة ترفيهية، ويضيف المتحدث أن التجربة أثبتت أن هذه الطريقة العلاجية تعطي نتائج جد إيجابية، بالنسبة للأشخاص المعوقين، ويتجلى ذلك من خلال الفرقة الإنشادية التي أسسها والتي تضم 30 شخصا من هذه الفئة، منهم المصابون بالتوحد، المصابون بالتخلف الذهني، وبعض أفراد أسرهم، والتي برعت في تقديم العديد من الأعمال الفنية، التي تثبت أن دوي الاحتياجات الخاصة فئة قادرة على الإبداع والعطاء في مختلف المجالات والميادين، داعيا إلى تعميم مثل هذه المبادرات والنشاطات على المستوى الوطني، إلى جانب تكثيف الجهود بين المجتمع المدني والحركة الجمعوية للخروج بهذه الفئة من العزلة والتهميش الذي تعانيه، وكذا تحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين التربوي، الترفيهي والعلاجي. السيدة بن بريم: "وضع المعاق في مجتمعنا سيء... وأبواب مدرستي مفتوحة لتكوين هذه الفئة" أما السيدة سعيدة بن بريم فأكدت أسفها للوضع الذي يعيشه دوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الجزائري، والذي وصفته ب"السيء"، خاصة وأن مجتمعنا لا يرحم، وتضيف أن المعوق في الجزائر إن لم يكن من عائلة ميسورة الحال فإنه سيضيع، كما أكدت أنها تسعى من خلال مدرستها الخاصة بتعليم الطبخ والحلويات، إلى تكوين هذه الفئة، ممن تسمح لهم إمكانياتهم المادية بالتنقل إلى المدرسة، وتضيف أنها تساهم قدر المستطاع مع الجمعيات الناشطة في المجال من أجل تقديم يد المساعدة لهذه الفئة، كما أنها أعلنت في العديد من المناسبات أن أبواب مدرستها مفتوحة لكل المعاقين الراغبين في تعلم فن الطبخ والحلويات، لكن المشكل حسب المتحدثة هو عدم وجود وسائل لنقل الطلبة المتعلمين من هذه الشريحة وإلى المدرسة، مؤكدة سعيها لإيجاد حل لهذا المشكل في أقرب وقت ممكن. المكلف بالاتصال على مستوى " ANGEM": الوكالة ماضية في تدعيم مشاريع دوي الاحتياجات الخاصة" ومن جهته أكد المكلف بالاتصال على مستوى الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ANGEM، الجزائر غرب أن الوكالة ماضية في دعم فئة دوي الاحتياجات الخاصة، على غرار باقي فئات المجتمع الأخرى، خاصة وأن هذه الشريحة هي الأكثر استفادة من مثل هذه القروض، التي تساعد على إنشاء مشاريع مثل ورشات الحرف اليدوية وغيرها، مؤكدا وجود نماذج كثيرة لمعاقين استفادوا من القروض التي تمنحها الوكالة، في إنشاء مشاريعهم الخاصة، كما أوضح أن هذا يدخل ضمن سعي الوكالة إلى إخراج المعاق من التبعية إلى الآخرين، وإتاحة الفرصة أمامه لإثبات ذاته، وتحقيق الاستقلالية من خلال امتلاكه لمشروع خاص به. للإشارة فقد تضمن الحفل معرضا لإبداعات دوي الاحتياجات الخاصة المنخرطين في الجمعية، إلى جانب وصلات غنائية قدمتها المجموعة الصوتية لجمعية "شمس".