يبدو أن التحضير لرئاسيات 2014 لا يتسم بالغموض فقط، بل أيضا بصعوبة تحديد المواقع والمواقف... عمارة بن يونس، زعيم الحركة الشعبية الفتية، ووزير التنمية الصناعية يقول أن تعديل الدستور سيكون بعد الرئاسيات، وأكثر من هذا وذاك يسرب قياديون من حزبه امتعاض الرئيس من الطريقة التي يتم بها الدعاية للعهدة الرابعة، يعني التسويق السيئ لهذا الخيار..والقارئ الفطن لا يجد صعوبة في تفكيك رسائل بن يونس والمستهدف بها.. انه حزب جبهة التحرير الوطني في طبعة سعداني، فالرجل أقام الدنيا ولم يقعدها من اجل العهدة الرابعة، بل وجعل منها حصان طروادة للتربع على عرش الحزب العتيد. إذن بين الأفالان المتهم بالدعاية للرئيس بطريقة مبتذلة، وبين الحركة الشعبية التي تسوق نفسها على أنها الأقرب إلى المحيط الرئاسي والمالكة للمعطيات الحصرية، يكون أنصار العهدة الرابعة متفقون في الهدف، مختلفون في الأسلوب.. وهذا في حد ذاته واحد من مظاهر الغموض الذي يلف الرئاسيات القادمة في ظل استمرار الرئيس بالتزام قانون الصمت. المعارضة من جهتها تبدو تائه في ساحة سياسية غطتها الضبابية، فلا احد من أقطاب المعارضة عارف إلى أين تتجه البوصلة، كيف يتصرف، أي مركبة يستقل، أين ينزل، ما هي طبيعة البحر....لكل هذا يبقى موعد الرئاسيات بحاجة إلى عفريت سياسي لتفكيك رموزه... فأي ديمقراطية هذه التي لا تعترف بالوضوح والشفافية؟.