يصنع التنافس المحموم بين الوزير الأول عبد المالك سلال، والأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، الحدث، في مشهد سياسي يسوده الغموض لدى المعارضة التي فضلت التريث على بعد أشهر معدودات من رئاسيات 2014. تعيش الساحة السياسية الوطنية هذه الأيام على وقع حرب باردة بين رئيس الجهاز التنفيذي عبد المالك سلال، والرجل الأول في الأفالان، عمار سعداني، الذي أخرجها إلى العلن في حوار مثير مع أحد المواقع الإلكترونية، وصف فيه سلال باللاعب السياسي السيئ، رغم أن سلال لم يذكره قبلا في خرجاته الإعلامية، باستثناء ما يتردد أحيانا في جلساته مع مقربيه. وتؤكد مصادر مطلعة ل”الفجر”، التي كشفت في أعدادها السابقة أولى بوادر الصراع غير المعلن، أن الحرب أصلا تتعلق بالتموقع في منصب نائب الرئيس، خاصة وأن سلال وجد نفسه خارج حسابات من استقدم سعداني إلى الأفالان في سيناريو مثير للجدل، عمق أكثر جراح الأفالان الذي يرفض كبار قيادييه الدخول في مزايدات سياسية خارج مؤسسات الحزب. ومن مظاهر الحرب الباردة التي تعكس التنافس المحموم بين الوزير الأول والأمين العام لجبهة التحرير الوطني، تصريحات سلال وتلميحاته وخرجات سعداني و”شطحاته”، حيث سارع سعداني إلى تزكية بوتفليقة والتضحية بالأرندي في تحالفات مع أحزاب جديدة، وسط أنباء تتحدث أن غياب الأرندي عن التحالف كان بإيعاز من سلال، كما هو الأمر مع رئيس الحركة الشعبية عمارة بن يونس، فضلا عن تجنيد المحافظين والنواب والمنظمات الجماهيرية لكسب التأييد للعهدة الرابعة، في وقت رفع فيه سلال من لهجة الترويج للعهدة الرابعة خلال الزيارات الميدانية الأخيرة، إلى تمنراست وخنشلة وأم البواقي، حيث أكد أن بوتفليقة باق، وكل الجزائر مدينة له لأنه أعاد الأمن والاستقرار، وحافظ على وحدة البلاد، وأنه من الصعب أن تحافظ الجزائر على استقرارها في غياب القائد المناسب، لافتا إلى أنه ”ما يبقى في الواد غير حجارو ولي يجي بلهف يروح”، رغم أنه يحاول أن يكون أكثر دبلوماسية، ولا ينزل إلى سجلات مع زعيم حزب سياسي حين أكد أنه ” لا خلاف له مع أي كان ويعمل مع الجميع، وباب الحوار مفتوح”، حتى وإن فقد أحيانا أعصابه ووجه رسائل تحذيرية بأنه ليس لقمة سائغة بالقول ”اللي يدخل فيا ندخل فيه”.