قال المخرج سالم إبراهيمي أن فيلمه "عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية" الذي عرض أمس بقاعة ابن زيدون تأخر بسبب الأوضاع التي تعيشها سوريا بعد أن كان من المفترض أن يعرض في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011. وعن عدم ذكر كلمة الأمير في عنوان الفيلم أوضح المخرج خلال جلسة نقاش عقب العرض الشرفي للفيلم أمام الصحافة أن صفة الأمير أخذها من المبايعة فقط وأنه ولد عبد القادر ومات عبد القادر. وأكد إبراهيمي أن تركيزه على الشق الفرنسي راجع لسببين أولا كون فرنسا الشق الأساسي في نضال الأمير وثانيا لأنه لم يكن من السهل التركيز على حياته في دمشق لصعوبة التصوير هناك ورصد الآراء بسبب الحرب القائمة. وصوّر المخرج سالم إبراهيمي الأمير عبد القادر في فيلمه على أنه زعيم المقاومة المسلحة ضد الغزو الفرنسي للجزائر. دوَّخ فيها القواتَ الفرنسية الغازية المدربة والمسلحة أحسن تسليح. وهزمها في عدة معارك، وفرض على قادتها الاعتراف بسلطته وعقد الاتفاقيات معه. الفيلم لم يركز كثيرا على الجانب الإنساني للأمير عبد القادر بقدر ما ركّز على الجانب العسكري. استهل إبراهيمي الفيلم بذكر سلسلة نسب الأمير مبيناً شرف هذا النسب العريق، وعلى خصوصيّة هذا البيت بمشيخة الطريقة القادرية بمدينة معسكر، ثم تحدث عن البيعة فبين الظروف المحيطة بها والأسباب الداعية إليها. ليتطرق بعد ذلك إلى حروب الأمير عبد القادر في مواجهة الجيش الفرنسي فبدأ بمعركة مضيق سيدي مبارك، ثم استيلاء الفرنسيين على مدينة معسكر. كما عرج الفيلم على ما قام به الفرنسيون من نقض لمعاهدة تافنا سنة 1839 وعودة الفريقين الجزائري والفرنسي إلى الاقتتال والحرب، ووصول الأمير إلى مشارف العاصمة، ثم تقهقره أمام قوة الفرنسيين. ثم تحدث عن تحركات الأمير الكثيرة وتنقلاته العجيبة من مكان لآخر وغزوه للقبائل التي انضمت للفرنسيين، وفشل القوات الفرنسية وأعوانه في ملاحقته. كما تطرق الفيلم على مدار 96 دقيقة إلى كيفية نقل الأمير إلى فرنسا بدلاً من تحقيق طلبه بالتوجه إلى المشرق، وبقائه فيها إلى سنة 1852، حين أذن له الإمبراطور نابليون الثالث بالذهاب نحو بروصة بتركيا ومنها إلى دمشق حيث حظي باستقبال يليق بمقامه في كل من تركياوسوريا. والجدير بالذكر أن الفيلم منتج من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ومدعم في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 وصندوق ترقية الفنون والتقنيات السينمائية. واشترك في كتابته سيناريو العمل الوثائقي الذي أنتجته ونفذته شركة باتمان فيلم وفامبير فيلم الثنائي المخرج سالم براهيمي وأودري براسار.