أكد الباحث ورئيس قسم التاريخ بجامعة الجزائر محمد لحسن الزغبي أن قادة الثورة وهم هواري بومدين وعلي منجلي والقايد أحمد وعز الدين زيراري أفشلوا مخططا استعماريا لعزل مليون و600 جزائري عن الثورة وذلك بحشرهم في محتشدات من خلال تأسيس "هيئة أركان جيش التحرير" و"لجنة وزارية للدفاع" في 16 ديسمبر 1959. في منتدى نظمته جريدة المجاهد عن "هيئة أركان جيش التحرير" وغاب عنها القائد الثوري والمجاهد عز الدين زيراري، تطرق الباحث محمد لحسن الزغبي إلى ظروف تكوين هذه الهيئة وما صاحبها، حيث أسهب في الحديث عن المراحل التي سبقت تأسيس هيئة أركان جيش التحرير والثورة والجو العام الذي كان سائداً إبان تلك الفترة التي سبقتها وخلالها. وقال الباحث أن " تعداد جيش التحرير الوطني لم يتعدى عند انطلاق الثورة بين 1500 أو 1800 مجاهد، وتحدث عن مؤتمر الصومام الذي حدد معالم الثورة وأهدافها وخرج ببيان يوّضح ذلك، ولاسيما الاجتماع الذي عقده المجلس الوطني للثورة يوم 16 ديسمبر 1959 والذي خرج بقرارين ووزاريين يقضيان بتشكيل "هيئة أركان جيش التحرير" و"لجنة وزارية للدفاع"، فالأوّل كان بقيادة كل من الرئيس الراحل "هواري بومدين" و"على منجلي" و"القايد أحمد" و"عز الدين زيراري"، والثانية بقيادة كل من "كريم بلقاسم" ولخضر بن طوبال" وعبد الحفيظ بوصوف"، من أجل التخلص من الحصار الذي فرضه الاستعمار الفرنسي بإنشائه خطي شارل وموريس والمحتشدات التي أقامها والتي فاق عددها 3426 محتشد، حيث جُمع فيها ما لا يقل عن مليون و 600 ألف جزائري لعزلهم عن الثورة ما دفع بالمجلس الوطني للثورة إلى إيجاد حلول سريعة، هذا وكان دور "هيئة أركان جيش التحرير" التنسيق مع اللجنة الوزارية للدفاع والاهتمام بتلبية ما تتطلبه الثورة بتوفير السلاح والمؤونة للمجاهدين وغيره، وكذا إصدار نشرية شهرية ثمّ أصبحت شهرية مع الوقت لمّا قام به الجيش والشعب من بطولات، لكن هيئة الأركان بين سنة 1961 وسنة 1962 أصبحت قوة حقيقية يضيف الباحث فرضت نفسها حتى في مفاوضات "إيفيان" وما أصدرته من تحفظ تجاهها، وقد نظمت الندوة بمقر جريدة المجاهد بالتنسيق مع مشعل الشهيد.