تعكف حاليا 71 ورشة تندرج في إطار برامج "الجزائر البيضاء" على تنظيف الأحياء الشعبية والأودية وتنشط هذه الورشات التي تضم الواحدة منها ثمانية شباب على مستوى بلديات الحراش ووادي السمار التي أسندت لها مهام تنظيف وتنقية الأحياء والطرقات وجمع المواد البلاستيكية لطيفة مروان حسب مسؤولي مديرية النشاط الاجتماعي فان المدن الحضرية الكبرى بولاية الجزائر أخذت حصة الأسد من هذه البرامج التي تضم في مجملها 148 ورشة استفادت منها الولاية، وتساهم هذه الورشات العملية جليا في برنامج تأهيل المرافق العمومية الجاري تجسيده بتراب الولاية ، وذلك من خلال إشراكها في عملية تنظيف الأحياء الشعبية وحواف الطرقات والأودية على غرار وادي الحراش ووادي الحميز وغيرها. وتهدف هذه المبادرة التي تعود شباب الولاية تنظيمها إلى إرساء روح التعاون وترسيخ ثقافة النظافة من الإيمان، حيث تأتي في إطار النشاط الجواري الرامي إلى تكريس ثقافة البيئة النظيفة في نفوس أفراد المجتمع فعلى كل شخص يقطن بأحياء العاصمة مساعدة هؤلاء الشبان خلال المشاركة معهم بقوة في هذه الحملة العامة لأن نظافة الحي مسؤولية الجميع وليس الفرد الواحد فقط من أجل إحياء صفة التعاون والتكافل والتطوع بين أبناء المجتمع الواحد وإحياء مثل هاته الصفات الحميدة في الأجيال القادمة وقد تم تعبئة أطفال الأحياء مرفوقين بمؤطرين للمشاركة في العملية البيئية من اجل تحسيس المواطنين للحفاظ على نظافة الحي، والعمل على التعامل مع المناطق الخضراء المحيطة بالبنايات على أساس أنها مناطق خضراء عمومية. وتأتي هذه الحملة البيئية من أجل تفادي مخاطر انتشار النباتات بشكل عشوائي داخل الحي وفسح المجال لتدخل الملزمين بالشأن العمومي إلى الإشراف على المناطق الخضراء داخل الحي وإقامة فضاءات للأطفال داخلها لتصبح متنفسا لساكنة الحي من الأطفال والنساء. وأكد أحد سكان العاصمة أن حملة النظافة تعتبر فرصة مثالية لخدمة البيئة، وإحداث تغيير إيجابي يخدم محيط احياء العاصمة ، مشيرا على ضرورة القضاء على أي شيئ من شأنه يفسد جماله وأضاف أن الحملة أتت بجهد نوعي، وبتكاتف أئمة مساجد الذين أسهموا في زيادة الوعي العام لسكان الأحياء لدورهم تجاه حيهم ومنحهم الحلول العملية التي تمكنهم من التغلب على المشكلات، التي تهدد سلامة الحي، وذلك بهدف غرس ثقافة حب المجتمع والوطن، وغرس ثقافة الاهتمام بالنظافة العامة للبيئة، إضافة إلى أن المشارك يصبح أكثر وعياً وحرصاً في المستقبل على عدم المساهمة بشيء يقلل من نظافة البيئة. وأشار مواطن آخر إلى أن الحملة انطلقت وستستمر لغاية القضاء على كل ما يعيب جمالية المحيط وقامت جميع المجموعات بأعمال النظافة في أماكن متفرقة من الولاية الجزائر، فيما قام عدد غير قليل، وخاصة من كبار السن، بالمشاركة فردياً في الحملة بتنظيف أمام منزله وبعض الشوارع القريبة منه وانتقد محدثونا وجود تسرب في المجاري بشكل خطير، وتلويثها للشارع، وتعريضها الصحة العامة للخطر، إضافة إلى انسداد مجاري تصريف الأمطار بالنفايات والمياه لعدم تنظيفها من قبل عمال النظافة، وعدم وجود متابعة من مسؤولي البلدية للمحافظة على جاهزيتها لأداء وظيفتها في أوقات السيول وطفح المياه، إضافة إلى امتهان بعض الشركات للممشى فوق مجرى السيل، واستخدامه مواقف لعدد كبير من الناقلات، وأصبحت تمنع مرور العائلات التي اعتادت علي استخدام الممشى لمناسبته وقربه من الحي ولوجوده في مساحة مكشوفة وآمنة. وانتقدوا كذلك تراكم النفايات في عدد من الأراضي ووجود عدد من السيارات التالفة في أماكن مختلفة، فيما لاحظت فرق العمل تكدس النفايات حول حاويات النفايات، إما لصغر الحاويات أو لقلة عددها، أو للتأخر في تفريغها، أو عدم تنظيف محيطها حين تفريغها. وحث المواطنون بضرورة الاهتمام والمساهمة في نظافة الحي، مستهدفين تكرارها سنويًا لترسيخ ثقافة الاهتمام بالنظافة وسلامة البيئة. وطالب رؤساء الجمعيات المشاركة من أصحاب المحلات التجارية بنظافة محيط محلاتهم، وإلزامهم بتوفير سلال مهملات، مطالباً كذلك بتلبية احتياج الأحياء، وتحقيق رغبة بأن تكون ولاية الجزائر ولاية نموذجية يقتدى بها.