الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يوجه للإدارة العمومية تعليمة تلزمها بالحياد في الانتخابات الرئاسية القادمة، بل ويدعو كل أعوان الدولة ومن لهم علاقة بالانتخابات من ضمان نزاهة للعملية الانتخابية لا يرقى إليها الشك... الكلام جميل وكل ما ورد في التعليمة يريح الكثيرين على المستوى النظري، لكنني أتساءل من باب الفضول أولا ومن باب التجربة ثانيا: أن التعليمات التي توجه للإدارة عشية كل انتخابات تشريعية أو محلية أو رئاسية، لم تكن في يوم من الأيام محل احترام من قبل الأعوان والدليل على ذلك ان كل الانتخابات التي شهدتها الجزائر منذ إقرار التعددية كانت محل اتهام بالتزوير والفبركة، سواء من قبل المترشحين او لجان المراقبة او غيرها... ولهذا ظلت المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات الماضية ضعيفة وهشة ومعقدة بفعل شبهة التزوير... مشكلة الانتخابات في الجزائر ليست في التعليمات ولا في إجراءات والأدوات، وإنما هي كامنة في إدارة متحزبة، إدارة لها موقف، وتتصرف وفق هذا الموقف..ولهذا صدق من قال ان الإدارة في الجزائر هي اكبر حزب سياسي. تعليمة رئيس الجمهورية قد تحترم وقد لا تحترم من قبل البعض، لكن الإشكال الحقيقي هل الجو العام السائد في البلد، فالأجواء تقول ان العملية السياسية انتقلت من التزوير البعدي إلى التزوير القبلي ولهذا حتى وان التزمت الإدارة بالحياد فان المرشح الفائز هو مرشح السلطة... وهذه حكاية أخرى؟.