انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام الهواتف النقالة لدى شريحة كبيرة من الأطفال الذين لا يتجاوز سنهم العاشرة من العمر، وبات هذه الأجهزة تلازمهم حتى في أداء فروضهم،. ويصادفك الأطفال والمراهقون كل صباح وهم يحملون حقائبهم المدرسية على ظهورهم وبأيديهم هواتف نقالة من مختلف الأنواع والماركات. "الحياة العربية" ارتأت أن تدخل في غور هذه الظاهرة وتكتشف السبب الحقيقي وراء انتشاره. لطيفة مروان يظن الآباء ونظرا لغيابهم الدائم في العمل أن الهاتف النقال يسهل عليهم مراقبة سلوكات أطفالهم ومكان تواجدهم ومعرفة أدق تفاصيل مجريات يومياتهم للتباهي فقط ..... "خالد'' تلميذ في السنة الأولى متوسط أكد أنه يملك هاتفا نقالا من النوع الرفيع يتباهى به بين زملائه، ويسعى لامتلاك نوع أكثر تطورا ليتميز به عن غيره من زملائه, أما صديقه عبد الكريم فقد أكد بأنه يستخدم "الألعاب" التي يتضمنها هاتفه النقال أثناء الحصة التي يشعر أنها مملة على غرار مادة الرياضيات او الفيزياء، دون أن يلفت انتباه الأستاذ. واسرّ لنا "محمد " انه يقضي اغلب أوقات تواجده بفناء المدرسة أو بقاعة الدراسة باللعب بالهاتف إلى غاية انتهاء الحصة. الفتيات لم يشكلن استثناء في هذه المسألة، لأن نسبة كبيرة منهن يملكن هواتف نقالة، تقول ياسمين تلميذة في السنة الثالثة متوسط إن عددا كبيرا من زميلاتها يملكن هواتف نقالة من آخر الصيحات يستعملنها خلال الدرس أو بين الحصص. وكثيرا ما يستعمل التلاميذ الهواتف النقالة للاتصال فيما بينهم داخل الحصة الدراسية بغرض التشويش على بعضهم البعض. .. تطورها جلب مشاكل جمة أكد أستاذ الرياضيات بثانوية الخوارزمي بئر التوتة حمة عبد القادر "انه بالقدر الذي أحدثته تكنولوجيا الهواتف النقالة من ثورة، إلا أن تطورها الكبير جلب مشاكل جمة، خاصة الهواتف ذات التقنيات المتطورة التي تمكن صاحبها من اختراق أسرار الآخرين وفضحهم عن طريق تقنية ''البلوتوث'' التي تتوفر عليها هواتف المراهقين، والتي يسعى الكثيرون لامتلاكها، وإن كان أغلبهم يتحججون بسهولة تحميل الأغاني والأفلام، فإن الأسوأ هو ما يتبادله التلاميذ فيما بينهم من أفلام إباحية أو صور التقطوها لبعضهم البعض أو لأساتذتهم في السر، يتخذونها أداة للتسلية التي يجهل الكثير منهم تبعاتها، وما قد تحدثه من كوارث، تقول ياسمين إن الكثير من التلاميذ يعمدون إلى تصوير الفتيات ويقومون بتبادل الصور، فيما بينهم، وأحيانا يقومون بطبعها. وتضيف ياسمين أن الكثير منهن أصبحن يخشين من أن تلتقط لهن صور من قبل زملائهن في المدرسة. والمؤسف أن التلاميذ يعتبرون ذلك نوعا من التسلية التي لا يدركون أن عواقبها غير محمودة على الإطلاق. .. يريدون التميز لا غير من جهتها ترى الأخصائية في علم النفس آسيا مهمل أن السبب الرئيس وراء اقتناء الأولياء الهواتف النقالة لأطفالهم هو تغافلهم على الأضرار الناجمة من ورائه، فقد يرضخ الآباء والأمهات لتحقيق رغبة الطفل لكي يكون شخصية مستقلة، أغلب الأطفال والمراهقين يحملون الهواتف النقالة من باب التفاخر، وما سعيهم وراء امتلاك آخر صيحات الهواتف إلا دليل قاطع على أنهم يريدون من وراء ذلك التميز لا غير.