رغم قلة عدد الأفلام الطويلة القادمة من العالم العربي لدورة مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام، إلا أنها استطاعت جميعها أن تخطف أنظار رواد المهرجان والصحافة العالمية. وعلى رأس تلك الأعمال الفنية ( تمبكتو) للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو. ورغم أن بلده الأصلي لا يمتلك صناعة سينما بالمعنى الحقيقي إلا أنه استطاع من خلال أربعة أفلام سينمائية أن يحفر لنفسه اسما بين مخرجي العالم المهمين. الفيلم العربي الآخر الذي جلب الدموع والآهات كان ( ماء الفضة. بورتريه عن سوريا) للمخرجين السوريين أسامة محمد ووئام بدرخان. كان عرض الفيلم بكان مليئا بالمشاعر الجياشة التي عبر فيها المخرجان عن اشتياقهما للعودة لوطنهما لأنهما يعيشان بباريس. في قسم هامشي للمهرجان عرض الفيلم العربي الثالث بنجاح كبير وهو فيلم (من يعيش)، للفرنسية ماريان تارديو. وهو عن شخصية شريف الفرنسي من عائلة عربية والمغلوب على أمره في إحدى ضواحي المدن - ولعب الدور بأداء مرهف الفرنسي الجزائري رضا كاتب ابن أخ الكاتب الشهير كاتب ياسين- حيث يعانى شريف أثناء عمله كحارس لأحدى أسواق السوبر ماركت من مضايقات صبية مارقين من أصول عربية وافريقية يريدون الاشتباك معه يوميا. أما آخر الأفلام ذات البعد العربي القوى جاءت على يد النجمة المكسيكية الأمريكية سلمى حايك التي قدمت سهرة كاملة مع مقاطع من فيلمها الذي تنتجه بعنوان النبي عن كتاب الشعر والفلسفة للكاتب اللبناني الكبير جبران خليل جبران الذي أمضى هو الأخر جزءا كبيرا من حياته بأمريكا. الجميل أن الفيلم هو من أفلام الرسوم المتحركة، وقد أدهشتنا المقاطع التي عرضت من الفيلم لأنها تأتى من 9 مخرجين عالميين شاركوا في صنعه، تركت لهم حايك الفرصة لكي يختار كل منهم الأسلوب الذي يريده، وخرج الناتج متوهجا ومتوحشا إبداعيا في ذات الوقت. كتاب جبران عبارة عن مقاطع كل منها تحمل فلسفته في الحياة، وكلماته تحتاج لعقول كبيرة عميقة لفهم واستشعار ما يقصد.