سرد الحكايات وقص القصص للأطفال أمر بات في خبر كان على الرغم من انه يعد من أحب الأشياء إلى قلوب البراءة لأنها من أشدها التصاقاً بذاكرتهم، وأعظمها تأثيراً في تكوين سلوكهم المكتسب من خلال شغفهم بتقليد كل ما يقع تحت أبصارهم، أو يدخل أسماعهم. لطيفة مروان أصبح في وقتنا الحالي الآباء بعيدون عن تربية أبنائهم وإذا جلسوا معهم إما أن يكونوا معكري المزاج فلا يجد الأولاد سوى الصراخ والعويل وبين القعدة التي تخلى عنها الآباء في "قعدة" حكاية ما قبل النوم أي "المحاجية" التي هي خير وسيلة لإعطاء الطفل معنى وعبرة على غرار قصة "كان يا ما كان في قديم الزمان صة شهريار وشهيناز" وقصة "المعزة وأبنائها" وغيرها من القصص التي كانت فيما مضى لا تفارق افواه أمهاتنا وجداتنا. .. الانترنت والكمبيوتر حلت محال كل شيئ أما اليوم فغاب هذا ليعوضه الانترنت والكمبيوتر وبرامج الفضائيات بمسلسلاتها وأفلامها التي لا تخلو من عنف وقتل حتى برامج الأطفال، وإلى الآن لا زال المختصون يشيدون بأهمية الحكاية والقصة في تنمية القدرات الذهنية لدى الطفل.وهناك عدة ركائز وأساليب يعتمد عليها في نجاح العملية التربوية وإيصالها إلى المستوى المطلوب، منها تنمية الإدراك عند الطفل من خلال قراءة القصة له بالرغم من أن قراءة قصة قصيرة للطفل قبل النوم قد تستغرق عدة دقائق، إلا أن آثارها قد تمتد لعدة سنوات في مستقبله، قفي ذاكرتنا، وذاكرة آبائنا والأجداد، أن الأطفال اعتادوا الاستماع إلى قصة ما قبل النوم من الأم أو الأب أو أحد افراد العائلة. «كانت قصة مميزة تتضمن كل مرة عبرة، عن الصدق أو الشجاعة أو الخير»، تقول صفية (34 سنة)، متذكرة قصة «الراعي والذئب» التي سمعتها أكثر من عشر مرات، بسياقات مختلفة، وأحداث مطولة وجديدة، تنتهي حين يأتي الذئب فعلا للقضاء على الخراف، لكن أحدا من أبناء القرية لا يأتي إلى نجدة الراعي، كونه كذب عليهم مرارا واستغاث كذبا فيهرعون إليه ولا يجدون ذئبا. .. العودة لمحاجية ما قبل النوم.. جد ضروري وقد ناشد أطباء علم النفس في العالم الأمهات في عالمنا المعاصر ضرورة العودة لمحاجية ما قبل النوم التي ترويها الأم بصوتها الحنون إلى طفلها بدلا من الاعتماد على ما تعرضه برامج التليفزيون وأشرطة الفيديو لان وجود الأم إلى جوار سرير ابنها قبل نومه يزيد من ترابط الطفل بأمه ويجنبه أي نوع من المخاوف أو الإحساس بالضيق ويمنع أي أحلام مفزعة أو كوابيس أثناء النوم..