صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ديوان شعري جديد للشاعر الجزائري رابح ظريف أحد نجوم مسابقة "أمير الشعراء"، الحائز فيها لقب شاعر الرسالة في موسمه الثاني بعنوان "إلى وجهي الذي لا يراني"، ويقع الكتاب في 119 صفحة من القطع المتوسط، متضمناً 19 قصيدة متنوعة، كتبها في فترات مختلفة خلال السنوات ال10 الأخيرة، وهو عبارة عن مجموعة شعرية تحوي قصائد كثيرة تتناول موضوعات مختلفة ومتعددة عن جوانب شتى من الحياة، كما تعالج بعض التجارب الإنسانية عن الحب والطموح والحرية. أمّا عنوان الغلاف فهو إحدى قصائده التي شارك بها في مسابقة "أمير الشعراء"، انتقل فيها الشاعر من التفكير إلى التصوير ثم التأكيد، والنص مبني على تقنية المفارقة التي تولد الكثير من الظرف الجميل، كما أن صياغته محكمة، وهناك مخاطب بالنص هو الذات، ولا يمكننا أن نتجاهل ما في قصيدة "إلى وجهي الذي لا يراني" من مضمون نبيل وذاتية طافحة تعبر عن حضور الذات بصرامة، وأقام الشاعر حواراً داخلياً جيداً وظف به الأحداث والألوان والأضواء. كما أن اللغة الشعرية متدفقة داخل قصائد الديوان، بل إن فيها بعض المقاطع المكتنزة بالشعر، يكتب رابح ظريف بقلبه، يغمس قلمه بحبر عاطفته ويكتب كلماته، فتتدفق عاطفته فياضة على الورق، وديوانه هذا مثل واضح على ذلك، فهو يمتلئ بالدفء وتغمره المشاعر الصادقة. الديوان تعبير عن خبرات شخصية ووجدانيات، لكن ما يميزه هو الدفء الذي ينبعث من كل قصائده، هو ديوان تلاطف قصائده كيان القارئ وحسه الفني، إنّ الدخول في عالم رابح ظريف، يعني أن يشدك الشغف لقراءة ذاكرة مكان مطرزة بالحب والشغف والوطن، وما بينها من إطلالات وشخوص، شكلت خيطاً حقيقياً في نصه الشعري. تصطبغ القصائد كلها بدفء ولطف الشاعر، وهو دفء رافق الشاعر كل حياته ولذلك هو ظاهر في كل الديوان، في القصائد التي كتبها خلال السنوات ال10 الماضية، كلها تتسم بالثقة والنضج والحب واللطف والصدق والدفء، ما يدل على أن الشاعر هو نفسه حتى الآن، هو العاشق اللطيف المحب، الصديق الصادق، المثقف الرحالة، الوطني الوفي.