تتهافت العديد من العائلات الجزائرية على اقتناء ملابس العيد الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أياما معدودات وقد بدأت هذه الحركية منذ أول أيام شهر رمضان المبارك وحتى قبل حلول الشهر الفضيل. مروى رمضاني تسعى العائلات الجزائرية إلى الحصول على الملابس المناسبة من أجل تمضية مناسبة عيد الفطر السعيد وهي الرحلة التي بدأتها العائلات مبكرا قبل حلول شهر رمضان المبارك هربا من الأسعار المرتفعة التي تعرفها مختلف الملابس بمجرد اقتراب العيد وهو رأي السيدة فطيمة التي قالت "لجأت إلى شراء ملابس العيد لأبنائي قبل شهر رمضان لسببين الأول هو الغلاء الذي تشهده الملابس قبيل العيد والسبب الثاني هو صعوبة الخروج والتسوق في شهر رمضان بسبب الالتزامات التي يفرضها علينا نسق الحياة في شهر رمضان" وعن الأسعار قالت محدثتنا "كانت الأسعار في تلك الفترة مقبولة إلى حد بعيد مقارنة بما هو عليه الحال الآن وهي مرشحة للارتفاع أكثر خلال الأيام القادمة". من جهته قال الشاب محمد لم أتمكن سابقا من اقتناء الملابس وسأعمل على شراء ما يناسبني في الوقت الراهن ولا يهم السعر إذا توفرت الجودة". وتلجأ معظم العائلات الجزائرية إلى الخروج ليلا من أجل التسوق والحصول على ما يرضي الأذواق خاصة وأن المحلات والأسواق الموازية عادت للظهور بمجرد اقتراب العيد على غرار السوق الفوضوي بباش جراح بالعاصمة و يلاحظ عرض الباعة لبضائعهم على طول أرصفة الشوارع والطرقات وهو ما يتسبب في ازدحام مروري كبير بالبلدية خاصة إذا علمنا أن الإقبال لا ينحصر فقط في سكان البلدية بل من البلديات المجاورة وبالعودة إلى الحديث عن السوق فإن الزائر يجد فيه مختلف ما قد يبحث عنه من ملابس للصغار والكبار والأحذية وذلك بأسعار معقولة في متناول العائلات متوسطة الدخل أو تلك التي لديها أكثر من فرد لكسوته. هذا وتعرف الأسواق الموازية التي تنشط بكثافة بالمناسبة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين وجدوا فيها الحل المثالي هربا من غلاء أسعار الملابس المعروضة على واجهات المحلات والمراكز التجارية وهو ما يجعل الآباء في ورطة حقيقة أمام إحداث توازن بين إلحاح الأطفال على الحصول على الملابس الجديدة وبين الميزانية التي يكون شهر رمضان قد أتى على جلها وبالتالي تأتي هذه الأسواق الموازية كحل وسط بالنسبة لهؤلاء نظرا للأسعار التي تقدمها وتكون غالبا في متناول العائلات. وفيما يخص الأسعار ومقارنتها مع تلك أسعار التي البضائع المعروضة في غير هذه الأسواق فتقول حميدة "أفضل شراء مستلزماتي سواء في مناسبة العيد أو غيره من هذه الأسواق نظرا للفروقات الشاسعة بينها وبين أسعار الأسواق النظامية التي قد تصل إلى الضعف وأكثر". التجار الذين يعرضون بضاعتهم من جهتهم عبروا عن سعادتهم بمثل هذه المناسبات التي تدروا عليهم أرباحا كبيرا في ظل الإقبال المنقطع النظير الذي يكون من طرف المواطنين الذين لا يستغنون عن شراء ملابس العيد. تجدر الإشارة إلى الشكوى المستمرة للجزائريين من ارتفاع الأسعار لكن يبقى اقتناء الملابس والمستلزمات الجديدة من أهم أولويات الجزائري، فهناك من يقول أن ذلك مدرج في ميزانية خاصة إذ أن العيد مناسبة لإدخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال الصغار ولابد من إفراحهم بملابس جديدة وهو ما ذهب أليه أحد الآباء "على رب الأسرة أن يأخذ بعين الاعتبار أن العيد مناسبة دينية يفرح بها الأطفال كثيرا وليس من اللائق أن ينغصها الكبار على الأطفال متذرعين بعدم القدرة على كسوتهم" حيث يرى أنه "على رب الأسرة أن يخصص ميزانية من أجل شراء الملابس لصغاره حتى لو كانت بسيطة" لافتا إلى أنه "هناك عائلات تعيش فقرا مدقعا لا تستطيع كسوة أبنائها وهنا يأتي دور الجمعيات الخيرية التي تقوم بذلك فنحن نعيش في مجتمع مسلم يمتاز بالتكافل والتآزر بين أفراده".