سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تزامنا مع اقتراب العيد.. مواطنون بين سنديان الماركة السورية و مطرقة الدخل المحدود الألبسة التركية تكتسح أسواق و محلات العاصمة... اقبال كبير على الانتاج الصيني و السلع الجزائرية خارج مجال التغطية
تزامنا مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، يتهافت المواطنون الى الأسواق و المحلات ، من أجل اقتناء الألبسة ، الا أن هذه الأخيرة شهدت ارتفاعا جنونيا في أسعارها، فبعدما أحرقت أسعار الخضر و الفواكه جيوب المواطنين ، في بداية شهر رمضان الكريم جاء الان دور الألبسة ، لا سيما التركية لتحذو هي الأخرى حذو الخضر و الفواكه.و تلهب جيوب المواطنين ، ما أدى بهم الى اللجوء الى الاستدانة ، كما غزت السلع التركية المحلات الجزائرية ، و التي شهدت اقبالا كبيرا من طرف المواطنين رغم ارتفاع أسعارها و ذلك بحثا عن "الماركة" ، في حين غابت السلع السورية عن المحلات و الأسواق بعدما كانت من قبل تكتسح المحلات الجزائرية ، و ذلك بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد و الدائرة رحاها بين المعارضة و الجيش السوري. كما شهدت السلع الصينية رغم رداءة الانتاج، اقبالا من طرف المواطنين، و ذلك بسبب أسعارها المعقولة و في متناول المواطن البسيط ذو الدخل المحدود ، في حين أن الانتاج الوطني "خارج مجال التغطية" بسبب عزوف المواطنين عن شرائه.
الالبسة التركية تكتسح محلات العاصمة و الانتاج الجزائري خارج مجال التغطية تزامنا مع اقتراب عيد الفطر ، شهدت الأسواق و المحلات التجارية ، لبيع الألبسة ، لا سيما السورية ، اقبالا كبيرا من قبل المواطنين و ذلك بحثا عن "الماركة" رغم ارتفاع أسعارها الجنوني ، ومن خلال الجولة الخاطفة التي قامت "المسار العربي" الى العديد من الأسواق الموازية ومحلات بيع الألبسة على ، مثل ساحة الشهداء التي تعرف اقبالا كبيرا من قبل المواطنين كونها تبيع سلع بأثمان معقولة، و في متناول المواطن البسيط ذو الدخل المحدود . ومن بين السلع المطروحة في السوق ،كانت التركية في صدارة بقية الانتاج ، حيث شهدت الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف الموطنين ، فيما غاب المنتوج المحلي عن الأسواق. بعدما اكتسحت الألبسة التركية الأسواق والمحلات الجزائرية ، حيث تغيرت وجهة الأولياء من أسواق الخضر والفواكه ،إلى أسواق الملابس والأحذية ، اذ شهدت مختلف اسواق و محلات العاصمة، إقبالا واسعا وتهافت على مختلف السلع التركية المعروضة رغم غلائها ، بحثا عن "الماركة"ليبقى المواطن البسيط بين سنديان استنزاف مصاريف الأيام الأولى من شهر رمضان لجيوبه.و مطرقة اقتناء الألبسة . و خلال تجوالنا بالأسواق، لاحضنا عرض الألبسة التركية بالمحلات ، ليخرج المواطن الجزائري من معضلة الأسعار التي ذاق ويلاتها بأسواق الخضر والفواكه والمواد الأخرى ويدخل في أخرى وهي كسوة العيد التي تكون هذا العام لدى اغلب العائلات ذوي الدخل المحدود، و كانت ملابس الأطفال أكثر غلاء من ملابس الأخرى حيث ارتفعت أسعار ملابس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و 6 سنوات ، إذ لا تقل قيمة القطعة ، عن 3000 دج بالنسبة للمنتوج الصيني ، فيما ارتفعت أسعار السلع التركية ، مقارنة بالسلع الصينية ، اذ وصل سعر طقم طفل في الثالثة من العمر الى 5500 دج ، وثمن طقم لطفلة عمرها سنتين ب 4500 دج . و يرى المواطنون ممن اقتربت منهم "المسار العربي" و تحدثت اليهم، أن : - الراتب الشهري هو من يتحكم في اقتناء الأبسة "الماركة "- و خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "المسار العربي" الى محلات شارع الأمير عبد القادر، اجمع معظم المواطنين ، على أن أسعار الألبسة، لا سيما التركية لهذا العام خيالية . كما أكدت "وفاء غ" قائلة:" انا شخصيا احب اقتناء الملابس التركية رغم غلائها كونها معروفة بالجودة و لا أميل إلى اللباس الصيني الذي لا تبدو عليه علامات الجودة".
اقبال كبير على الألبسة الصينية رغم ردائتها نظرا للارتفاع الجنوني الذي تشهده محلات بيع الألبسة التركية، لم يجد المواطن البسيط ، الا التوجه الى الأسواق الموازية التي تعرض الانتاج الصيني، في مسعى منه لمواجهة الغلاء من خلال اقتناء السلع الصينية ، حيث وجد فيها المواطن الجزائري ضالته ، بسبب أسعارها المعقولة مقارنة بالسلع التركية . و غزت الألبسة الصينية المحلات والأسواق الموازية حيث زينت الواجهات والمحلات بملابس الأطفال، لتصبح بذلك المتتوجات الصينية ملاذنا الوحيد للمواطن البسيط في المناسبات و الأعياد.و اقتربت "المسار العربي"من إحدى الزبونات لمعرفة أسعار الألبسة و هي السيدة "حورية ب" ، حيث أكدت ان السلع الأكثر إقبالا هي السلع الصينية ، لكونها في متناول الجميع و أضافت قائلة: " أنا بصراحة أقتني الأبسة الصينية كونها تتماشى ومدخولي المحدود " ، و أوضحت أن الغلاء الذي عرفته المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان الكريم يمنع المواطنين ذوي الدخل المحدود من اقتناء السلع التركية، التي توجد بكثرة في الجزائر. ومن جهتها قالت "ياسمين ع" و هي شابة في العقد الثالث من العمر ، أنها تجد ضالتها في السلع الصينية إذ أن أسعارها تتماشى و قدرتها الشرائية. و أضافت قائلة:" الألبسة التركية غالية جدا ولا استطيع اقتنائها على عكس السلع الصينية التي تناسب كثيرا الدخل المحدود لزوجي "، "مريم م" هي الأخرى ، أكدت أنها تجد ضالتها في السلع الصينية لأنها تتماشى ومدخولها ، إلا أنها أوضحت أن أولادها يفضلون السلع "الماركة" و عللت ذلك بأن هذا الجيل يفضل السلع "الماركة" على السلع الصينية المقلدة . و من جهته، أكد "مزيان ر" و الذي كان رفقة عائلته لشراء ملابس العيد ، حيث تحدث هو الاخر عن الغلاء الفاحش الذي تشهده محلات العاصمة لا سيما مع اقتراب عيد الفطر ، مستغربا سعر قميص خاص بصبي ب 4300 دج ، و اعتبر الأمر غير عادي، قائلا: "انا آب لخمسة أطفال ودخلي جد محدود ". و تشهد أسواق شعبية في العاصمة على غرار سوق ساحة الشهداء التي تعرف رواجا كبيرا من طرف المواطنين ، إذ تحدثنا الى السيدة "زهرة ك" ، حيث قالت، ان غلاء الفاحش لأسعار المحلات في العاصمة جعلها تلجأ الى الأسواق ، حتى تجد ما يناسب دخل زوجها الشهري وحتى تستطيع اقتناء ملابس تتماشى و قدرتها الشرائية . اما سهام التي التقيناها بأحد محلات الألبسة فقد قالت :'' انا أفضل الملابس الصينية رغم ما يشاع عن الأضرار الصحية التي قد تلحقها الألبسة الصينية،فانا ارتدي هذه الألبسة منذ سنين ولم تتسبب بأي مشاكل" .أما كريم فقد عبر عن رأيه قائلا انأ اب لثلاثة أولاد وموظف بسيط لذا أفضل السلع الصينية لان أثمانها معقولة فأحيانا يكفي مبلغ 2000 لشراء كسوة لطفلي ، بينما لا يكفي مبلغ كهذا لشراء ولو حذاء مصنوع في اوروبا أو حتى في تركيا، بل لا يكفي مبلغ 3000 دينار لشراء نصف كسوة لطفل صغير من صنع أوروبي أو تركي.رغم انها معروف على الملابس التركية بجودتها إلا إنني أفضل اقتناء الملابس الصينية كونها تتمشى وقدرتي الشرائية . ومن جهته ارجع صاحب محل للألبسة التركية ، الطلب الكبير على السلعة التركية ، الى عنصر الجودة ، بالإضافة الى وجود تسهيلات تحفز على استيراد اللباس التركي، والتي تتمثل في الحصول على التأشيرة بسهولة لدخول تركيا ، بالإضافة الى تسهيلات كبيرة في اقتناء المنتج ، و أضاف ان هناك عائلات تفضل المنتج الذي يتميز بالجودة والمنتج و هو ما يتميز به المنتج التركي ، عكس المنتج الصيني الذي يفتقر إلى الجودة أما فئة أخرى من المواطنين فقد صرحوا بأنهم قاموا بشراء ملابس عيد الفطر قبل حلول شهر رمضان الكريم تفاديا للحرارة الشديدة التي يتميز بها هذا الشهر وكذا.
الملابس السورية غائبة بسبب الحرب ..و الانتاج الجزائري خارج مجال التغطية أثناء تجوالنا ببعض أسواق و محلات العاصمة، لاحظنا شبه غياب للأبسة السورية عن المحلات و الأسواق ، حيث يرى أصحاب المحلات ، أن الحرب الأهلية الدائرة رحاها بين المعارضة و الجيش بسوريا ، وراء غياب الانتاج السوري ، حيث أكد صاحب محل ، ان سبب ارتفاع الاسعار لهذه السنة هو نقص المنتوج والسلع خاصة ، و أضاف قائلا:" كنت اتسوق من سوريا لكن نظرا للحرب الأهلية التي تعيشها سوريا، توقفت عن التسوق في سوريا ، الأمر الذي أدى وفقه الى ارتفاع الاسعار في الجزائر التي شكلت ندرة كبيرة في السوق الجزائرية خاصة ملابس الاطفال .
و اضاف اخر، " كنت اتوجه الى سوريا لاقتناء منتوجات وسلع باثمان معقولة خاصة قبل عيد الفطر لكن للاسف سوريا في حرب والمواطن المسكين ذوي الدخل المتوسط او الضعيف لا يستطيع بطبيعة الحال على هذه السلع لان الأسعار مرتفعة وهو غير متعودا كون الملابس التركية كانت توجه إلى العائلات عالية الدخل، والعلامات التجارية التركية معتمدة تقريبا من طرف أغلب العلامات التجارية العالمية لذا تخضع للسوق الدولية وليس للسوق المحلية، في حين السوق السورية في أغلب ماركاتها تعتمد على التقليد ومحاكاة بعض العلامات التجارية العالمية، ، لذا تجدها من جهة أقل جودة ومن جهة أخرى سعرها في متناول الجميع.