تحتفل العائلات الجزائرية في الغالب بصيام أطفالها لأول مرة في شهر رمضان المعظم بعدة عادات مختلفة باعتبارها موروثا عريقا ابتهاجا منها بطفلها الصغير من جهة، وتحفيزا له على أداء أحد أركان الإسلام من جهة أخرى كما " الحياة العربية" ارتأت أن تشارك إحدى العائلات العاصمية هذا الاحتفال. ====لطيفة مروان==== "إنصاف بوكلال "تبلغ من العمر سبع سنوات تدرس السنة الثانية ابتدائي، تقطن بحي ديار العافية ببلدية باش جراح بالجزائر العاصمة، هي الفتاة الكبرى بين إخوانها في العائلة، تلميذة نجيبة، وذكية، لم تترد في الحديث معنا عن استعدادها لصيام أيام من الشهر الفضيل، إنصاف على موعد مع أواخر هذا الشهر وتفضل عائلتها على غرار كثير من الأسر العاصمية تصويم أطفالها الصغار لأول مرة أو تنظيم حفلات الختان للذكور منهم تبركا بالمناسبة، حيث تختلف كيفيات الاحتفال بصيام الطفل لأول مرة تبعا لتقاليد وأعراف كل منطقة. عائلة إنصاف اعتادت تشجيعها على الصوم ولو لنصف يوم دون إرغامها على صيام اليوم كله، كخطوة أولى لاكتشاف ماهية الصيام والتعود عليه، تقول جدتها حنان: "هناك من العائلات من تحرص على تصويم صغيرها يوما واحدا ثم تفطره اليوم الثاني ليتمكن من صيام اليوم الموالي وهكذا إلى أن يتعود من تلقاء نفسه على تحمل الإمساك على الطعام والشراب تدريجيا، ومنها من تترك لطفلها الصغير اختيار أيام الشهر المبارك وتحبّب في نفسه ليلة السابع والعشرين من رمضان وتحثه على اختيار هذه الليلة المباركة، وهذا ما جعل حفيدتي إنصاف ترغب في الصيام مثل الكبار وستصوم هذه السنة عدة أيام". وتحرص العائلات على دعوة الأعمام والأخوال والخالات والعمات لتقاسم مائدة الإفطار مع صغيراتهم الصائمات لأول مرة وهي فرصة لقضاء ليلة القدر المباركة في لمّة عائلية لا تمنحها إلا قعدات رمضان الكريم، اذ يفطر الطفل الصائم لأول مرة على مشروب تم إعداده خصيصا لها في المنزل. ويحضّر هذا الأخير من الماء وماء الزهر وقليل من القرفة وشرائح دائرية من الليمون، ولا يبدأ الطفل تناول هذا المشروب قبل أن تلقي الجدة داخل كأس الشاربات خاتما من الذهب أو الفضة، كرمز للصفاء، وتعبيرا على أن صيام صغير العائلة كان صافيا وخالصا للمولى عزّ وجلّ وكانت بعض العائلات العريقة تلجأ في الماضي إلى منح الطفل قطعة نقود من فضة، يأخذ بطرفها ويباشر أكل جزء صغير من الطبق الذي يفضّله قبل أن يكمل أكل ما طاب ولذّ من المأكولات التي تحضّر له خصيصا ومن العادات التي نجدها في الجزائر أيضا تحضير "الرفيس التمري" وهي حلوى تقليدية مصنوعة من الدقيق والتمر المطحون، لتكون أول ما يفطر به ،ويصل الحد في مناطق الجنوب الجزائري إلى ذبح خروف وإقامة وليمة يدعى فيها الأهل والأقارب بمناسبة صيام الابن الصغير لأول مرة، وعادة ما يتحوّل صوم الطفل إلى عرس صغير حقيقي تكبر فيه فرحة الأهل، وتجد بعض العائلات الجزائرية في صيام الطفل لأول مرة فرصة في إلباس صغيرها نفس الملابس التي جهزت لعرس ختانه، ومثله تفعل العائلات لصغيراتها اللواتي يصمن لأول مرة، إذ تزيّن الطفلة مثل عروس صغيرة وتلبس لأول مرة بكل أنواع الحلي التقليدية من رأسها إلى أخمص قدميها. وأكدت الاخصائية النفسانية آسيا مهل ل"الحياة العربية" أنه يجب أن يدرك الوالدين أن الصيام واجب على البالغين فقط، وإن كان يستحب للأولياء وخاصة الأم أن تدرب طفلها على الصيام حتى يتهيأ نفسيا لأداء هذا الركن وعليها أن تعرف بأن صيام الطفل مرتبط بقدرته على التحمّل وحالته الصحية. ويفضّل البدء في تدريب الطفل على الصيام من السنة السابعة، علماً أن عمر العشر سنوات هو نموذجي لصيام الطفل، مع مراعاة الفروق الفردية بين طفل وآخر. فلا يجوز إجبار الطفل على الصيام قبل ذلك، وإن حدث وتعرّض الطفل للإلزام على الصوم أو عوقب بالضرب على تكاسله في أداء هذه الفريضة فقد يلجأ إلى الإفطار سراً. وقد تكبر هذه العادة السيئة معه! فالحثّ على أداء الفرائض الدينية يجب أن يتم بالترغيب لا بالترهيب، وخصوصاً الصيام. وهذه بعض النصائح العملية لتسهيل تحضير الطفل وتعويده على الصيام: 1 تحفيز الطفل على الصيام بطريقة عملية بإعطائه مكافأة عن كل يوم يصومه. 2–عدم مواجهته بخطئه وبأنه فاطر ويكذب عليها ولكن عليها أن توضح له بشكل غير مباشر عواقب هذه السلوكيات الخاطئة مثل الكذب وعدم الصيام من خلال حكايات تحمل هذا المعني. 3 فرض الصيام علي طفلها بشكل تدريجيي يتناسب مع سنه . 4 الإكثار من الثناء عليه حين يصوم أمام الأسرة . 5 تشجيعه علي الصيام بالسماح للصائمين فقط من الأسرة بالجلوس علي مائدة الإفطار حتى يعي أن الشخص الفاطر يرتكب خطأ كبيرا. 6- عدم وضع الحلويات والطعام المفضل إمام الطفل قبل الإفطار حتى لا تضعف عزيمته .7 إشاعة جو ديني وبهجة في المنزل حتى يشعر طفلك