تعج المحاكم الجزائرية بقضايا الطلاق التي باتت تسجل ارقاما لا تبشر على خير وعلى الرغم من اثاره السلبية على الاطفال، إلا ان الوالدين في اغلب الاحيان لا يفكرون في الامر كثير، فانفصال الوالدين عن بعضهم البعض موقف يمثل ضغطاً على كل أفراد العائلة. وحتى عندما يكون الأبناء أو الأطفال كباراً في السن نوعا ما فإنهم يفكرون كثيرا في موضوع الطلاق ويجدون صعوبة في التعبير عما يفكرون فيه لطيفة مروان اكد فريد قبيلي استاذ علم اجتماع بجامعة الجزائر ان دراسة أمريكية حديثة اكتشفت أن تأثير خبر طلاق الوالدين على الأولاد يكون أكثر صعوبة من خبر وفاتهما، وأن كافة محاولات الأهل ليكون الانفصال أقل وطأة على الأولاد لا تفيد بشيء لأنه بالنسبة لهم امر محتم سيعقد حياتهم فيما بعد، موضحا أن الأولاد الذين يتطلق آباؤهم معرضون لمشاكل أكثر من غيرهم، ويكونون معرضين أكثر من غيرهم للقلق وفقدان الثقة بالنفس. وفي هذا الاطار اشار الدكتور أسامة دحدوح، اختصاصي أمراض نفسية، إن الأبناء في حاجة إلى وجود أبوين خلال فترة نموهم، فتواجد الأب مع الأم يساعد في خلق طريقة تربية معينة، وذلك لا يحدث في حال طلاقهما، مؤكدا أن أبناء المطلقين يعانون من نقص النمو العاطفي الداخلي واعتبر أن تأثير الطلاق على المرأة يختلف حسب شخصيتها التي تجعلها تتجه إلى الانعزال والاكتئاب والقلق، أو يجعلها أكثر قدرة على الاندماج مع المجتمع ،كما ان من أبناء المطلقين مصابين بأمراض عضوية مرتبطة بالحالة النفسية، وبعضها أمراض مزمنة. كما أن العديد من أولاد المطلقين لديهم سلوك عنيف كالصراخ والتلفظ بألفاظ غير جيدة، واغلبهم يعانون من التأخر الدراسي ،وفي الوقت الذي قد يمثل الطلاق تدميراً لحياة الوالدين أو راحة لهما من المشكلات والأسباب التي أدت إليه، نجد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأطفال يشعرون بالرعب والحيرة من وقوع الطلاق حيث يمثل تهديداً لأمنهم. ويشعر بعض الآباء بالضرر والارتباك الشديدين من جراء الطلاق، ومن ثم قد يتحولون إلى أطفالهم عسى أن يجدوا فيهم العزاء. والحقيقة أن مسألة الطلاق قد تلقى سوء فهم من جانب الأطفال إذا لم يذكر الآباء لأبنائهم تفاصيل ما يجري حولهم، فالأطفال غالباً يعتقدون أنهم سبب النزاع الحادث بين الأم والأب. ويفترض كثير من الأطفال أن عليهم مسؤولية جمع شمل والديهم ثانية حتى ولو كان ثمن ذلك التضحية بأنفسهم أحياناً. إن احتمالية التعرض لكل من الأمراض العضوية والعقلية يمكن أن تنشأ وتتزايد في كل الأجواء الدرامية التي تصاحب فقدان أحد أو كلا الوالدين نتيجة الطلاق. ومع ذلك فمن خلال الاهتمام والرعاية يمكن تعبئة قوى الأسرة واستنفارها عند وقوع الطلاق لمساعدة الأطفال على التعامل بشكل بناء مع مسألة وضع حد لأي نزاع أسري. وينبغي على الوالدين أن يكونا على دراية كاملة بأي ضغوط قائمة ومستمرة في حياة أطفالهم.فهم بحاجة ماسة إلى أن يعرفوا أن كلاً من الأم والأب سيظلان يمارسان مهامهما كوالدين على الرغم من انتهاء علاقة الزوجية بينهما، وانفصالهما في حياتهما المعيشية. ومن شأن النزاعات الطويلة حول حضانة الأبناء، أو الضغط عليهم لاختيار طرف دون الآخر للعيش معه، أن يشكل ضرراً بالغاً على الأطفال وخصوصاً الصغار منهم، ومن شأنه أيضاً أن يضاعف من الآثار الجانبية للطلاق
فإذا ما بدت على الطفل أي دلائل ضغط أو إجهاد، يتوجب على طبيب العائلة أن يشير على الوالدين بأحد أطباء النفس المختصين بعلاج الأطفال والمراهقين. وبوسع الطبيب المذكور أن يقوم الحالة ويعالج أعراض هذا الإجهاد أو الضغط. وبمقدور طبيب النفس أيضاً أن يلتقي الوالدين لمساعدتهم على كيفية التخفيف من آثار الطلاق على جميع أفراد العائلة بأسرها.